موت أخي
هبّت رياح الحزن تنبيء أنّها = في دربها لتطيح في أحبابي
فأجبتها يا ريح لا تتعجّلي = هذا أخي, أم تقصدي إرهابي؟
قالت منيّته دنت ذا يومه = أمرٌ مطاعٌ فوق كلّ رقاب
عزريل جاء مع الرياح كما ترى = هو قابض للروح ذاك مصابي
فطلبت من عزريل أن يُرْفق به = ومن الإله رضى وخير ثواب
من يرقب الأبناء جاءوا مسجدا = لرؤى وداع في ذرى المحراب
وتضوّروا حزنا على فقدانكم = فقْدٌ تبدّى فيه فقدُ صوابي
قد شيّعوك من الأقارب كلّهم = ومن العشائر جحفلٌ في الباب
عرفوك ذا تقوى وخُلْق طيّب = ومشاركا في العيش للأطياب
قالوا فقدنا طيّبا في خُلْقه = والذكْر باقٍ بيننا كإياب
هاهم رفاقك في حالٍ أصوّرها = ملأى بحزن كلّ ذا لغياب
الكلّ قد شهدوا بحسن صنيعه = وسلوكه مع سائر الأنساب
أمضى الحياة تعبّدا وتضرّعاً = لله في عيش بدون سباب
شكرا لمن واسوا غيابك يا أخي = أو من تدثّر بالأسى كثياب
ودعتكم رغم الأسى لرحيلكم = والدمع في العينين كالمزراب
في الوسط من آذار وُدّع صالحٌ = في السبت غادر مؤمنا بكتاب
يا ربّ هذا صالح في قربكم = أرفق به يا ربّ يوم حساب
واجعل إلهي روضة في قبره = من جنّة فيحاء دون عذاب
*******
15/3/2014