فلنعتبر يا أولي الألباب
كم هم سعداء من منحهم الله نعمة العمى في هذه الأيام حتى لا يرون بطش
الحكام,وكي لا تتأذى مشاعرهم بما يرون من بشاعة القتل والتدمير والتعذيب
والقصف والتنكيل بالمستضعفين من الشعوب.كم هم سعداء ( العميان ), لأنهم
لا يرون بشاعة الإجرام من هذا البطل الهمام , أو ذاك ومن ذوي الأصوات الرنانة
الذين يشبعون شعوبهم خطبا حماسية ويبدون كأنّهم هم الثوار الأحرار المخلصون
والأمناء على أداء الرسالة بأمانة وشرف وإخلاص.
كم هي جميلة نعمة العمى , ويا لها من أسماء ومسميات تقذف بها الآذان صباح مساء وصفات أخذنا نعتاد على سماعها , مرة البلطجيّة , ومرة الشبيحة , وأخرى أعوان النظام أو أزلامه.وهنا تتولّد الحاجة لنعمة أخرى , وهي نعمة الصمم. وهل يدرك هؤلاء الأشاوس من مفتولي العضلات وأبطال الساحات بأنهم يدمّرون وطنهم ويقتلون أهلهم وإخوانهم وأبناء جلدتهم وذويهم؟
ما أحلى نعمة العمى هذه الأيام , حتى لا نرى الجيوش الجرارة التي تم إعدادها وتسليحها من أقوات الشعب ولقمة عيشه, تنقض هنا وهناك , على من يطالبون
بالحرية أو العدالة والديمقراطية والمساواة , ويقصفون حتى بأسلحة محرمة دوليا , وتعارض أبسط مبادئ حقوق الإنسان. يدمرون وطنا أعدّوا لحمايته ويقتلون شعبا هم منه , ليحمون متسلّطا.
هؤلاء الطغاة يعرفون أنهم إلى زوال, ويدركون أنّ أوراقهم باتت مكشوفة ,ولا تخفى على أحد , لكنهم يتشبّثون ويستميتون للبقاء في كرسيّهم ولو ليوم واحد زيادة, حتى لو قُتل الآلاف. يقتلون الشعوب , وينهبون الثروات , ويهرّبون الذهب بالأطنان , والمال بالمليارات ويقصفون الساحات , ويدمّرون ما بنته الإنسانية والناس عبر القرون , وعقود من الأزمان , رغبة للبقاء يوما آخر أكثر.
هكذا هم ,وهكذا كانوا,وهكذا عاشوا ,ظلموا واستبدوا , وقذفوا الرعب في قلوب شعوبهم , لكنهم مضوا . فلنعتبر يا أولي الألباب . 21/10/2011