ما أحوجنا اليك يا عمر
ما أحوجنا اليك ياعمر يابن الخطاب وأنت تقف على المنبر لتقول :
"لو عثرت بغلة في العراق لسئل عنها عمر".
هل كنت تعلم بما سيحل بالعراق من قتل وتدمير وانفجارات .
أم كنت تعلم بالكيفية التي ستقصف بها الشعوب العربية بالصواريخ
والطائرات في بلاد الشام واليمن أو يقتّلون ومصر والصومال وبغيرها من الاقطار
؟ وهل كنت على علم كيف ستبنى الجسور وتشاد الانفاق وتفتح وتزفّت الطرقات
وكيف ستكون الانهيارات والاغلاقات ؟
ما أحوجنا إليك يا بن الخطاب وأنت تقول : كاد الفقر ان يكون كفرا ,
و لو كان الفقر رجلا لقتلته. هل كنت تعلم ان الشعوب ستعاني الويلات
وتعيش الفقر بكل اشكاله , في حين ينفرد قلّة بالخيرات والمقدرات ؟
ويصبحون من ذوي الملايين والمليارات؟لقد نبّهت من سيأتي بعدك من
الولاة وكل مسؤول له ضمير.ليدركوا المعاناة وما يعنيه الفقر للناس.
ما أحوجنا اليك يا عمر وأنت تشهر اسلامك على الملأ وتقول قرب الكعبة:
من أراد ان تثكله أمه فليتبعني الى بطن ذاك الوادي
.درس في الشجاعة وقوة الشكيمة . وهل كنت تدري ان حكاما
سيحتسون الخمرة مع قادة الكفر ويدخلون معهم محافلهم ويشاركونهم
لهوهم ورقصاتهم حتى بعدضياع القدس والأقصي ؟ القدس التي دخلتها فاتحا
. وماذا سنقول لك عند السؤال يوم الحساب؟
ما احوجنا اليك ياعمر وأنت تقول للأعرابي إضرب ابن الاكرمين.
لتضرب لنا مثلا بالعدل, الذي يسطع نوره حتى قيام الساعة.الكل سواسية أمام القانون.
ما أحوجنا اليك يا عمر وانت تحمل كيسا من الطحين على ظهرك
تعطيه لأم طفل ارادت فطام طفلها لتأخذ من بيت مال المسلمين.
ما أحوجنا اليك يا عمر وأنت على المنبر تنادي: يا سارية الجبل الجبل.
تتابع أمر المسلمين وتحركاتهم وترشدهم بإلهام رباني .من أرض الحجاز
لبلاد الشام .
ما أحوجنا اليك يا عمر وأنت على المنبر تقول : اسالوا عبدالله ابن
عمر الذي اخذتَ حصته من القماش لتطيل بها ثوبك . لله درك يا عمر
هل درى حكام اليوم بحادثة اطالة ثوبك ممن يسكنون القصور ويمتلكون
المليارات .أوبعض المسؤولين الذين ابتلعوا المقدرات والثروات وتاجروا بالمخدرات أو المومسات!
فأنت العادل يا عمر وقمة العدل , وأنت الشجاع القوي ورمز للشجاعة,
حيث كان القرآن يتنزل عند قولك يا عمر لحكمتك وسداد رأيك؟فأنت
أمير المؤمنين وخليفة المسلمين .وأنت الفاروق العادل الزاهد الحريص على مصلحة المسلمين .
لله درك يا عمر ! فهل أصبح بمقدور حاكم عربي او مسلم ان يقتفي أثرك وينهج نهجك عدلا وقوة وزهدا وادارة؟
ما أحوجنا اليك يا عمر , أرددها عند تشكيل الحكومات , وعند اجراء الانتخابات,
وعند التهافت على الثروات , او نهب المقدرات , أو عند ملء الشواغر والتعيينات ,
خاصة مدراء المؤسسات .وعمل وانتخاب البرلمانات .
ما أحوجنا اليك يا عمر في زمن الثورات والقصف والتدمير والإغتيالات والتصفبات
وشراء الأصوات .وبكثير من أمور الحياة .
ما أحوجنا إليك يا عمر !
29/1/2013