بنتُ الرافدين
قالت أنا بنتُ الفراتِ ودجلةٍ // بلدي العراقُ بحبّه أتعلّقُ
وعرفتُ في الأردنّ يوما فارساً // بمحاسني أشعارهُ تتدفّقُ
في شعره كلّ الجمالِ مؤطّرٌ // وصفٌ جميلٌ مُبدَعٌ ومُنمّقُ
وأنا أقول
في الرافدينِ جمالُها يبدو نما // لمّا تجلّى,كلّ شيءٍ يعبِقُ
من أرضِ بابل تَستمدّ وقارَها // ومن العراق الحرّ زَهوٌ فائقُ
لمّا أطلّتْ كم بُهِرتُ بقدّها // فقوامُها كالخيزُران والْيَقُ
المبسمُ الولهانُ فيها ساحِرٌ // أمّا الُلما فبهِ النبيذُ مُعتّق
شهْدٌ مُصفّى للسعادة منبِعٌ // وبهِ المُرامُ كما أظنُّ مُحقّقُ
كلّ الجمالِ مُجمّعٌ بقَوامِها // أينا تجلّتْ,من يَراها يُصْعَقُ
حوريّةٌ ذاتُ افتنانٍ دائمٍٍ // من هولِ حُسْنٍ مائزٍ يتألّقُ
ناديتُها رِفقاً بحالي إنّني // مجنونَ ليلى قد غدوتُ وأروَقُ
أنتِ الملاكُ فهل خُلقتي فتنةً؟ // وبحُبّها قلبي تلوّى يخْفِقُ
كالبدْر لاحتْ أبهرتْ مَنْ حولَها // وقُوامُها بالوُدّ باشرَ ينطِقُ
هي كالملاكِ برقّّةٍ ونعومةٍ // ونضارةٍ ولذا عَزمْتُ لأسْبِقُ
بَسَماتُها نورٌ تضيءُ مكامني // والشَعرُ قد فاقَ الحريرَ وأنْمَقُ
وبها الضفائرُ جاوزتْ اردافََها // ومع النسيمِ بكلّ صوبٍ تُبرِقُ
والصَدرُ مملؤٌ ويبدو ثائرا // ومن احتوى رُمّانَتيه لضيّقُ
والخِصْرُ مدموجٌ كقبضةِ معصمٍ // والوجهُ فتّانٌ مُضيءٌ مُشرِقُ
وَجَناتُها حمراءُ تُغضي من حَيا // مَعَها جِلنّارُ ابتدا يتسابق
لمّا نظرتُ لعينها قد راعني // لونُ البِحار بنفسجيٌّ أزرقُ
فلجأتُ للأهداب كي أنجو بها // لتكون مجذافي لكي لاأغرقُ
ولِما بها حارَ الفؤادُ ومُهْجَتي // وشعرتُ أنّي في هواها أعْلَقُ
مهما وصفتُ فلنْ أصوّرَ حُسنَها // أهلُ البلاغةَ لن يفوا مهما ارتقوا
تمشي الهوينا بالدلال بسيرِها // وأرى الفؤادَ بهالةٍ يترفّق
هذا المُحيّا نادرٌ ومميّزٌ // قد فاق ورداً بالشذا يتفوّق
نُسجِتْ حروفُ الإسم في ديباجةٍ // هي أربعٌ ولمحتواها أعشَقُ
الباء بانت عن جمالٍ مُذهلٍ // متورّدٍٍ وأريجُه كم يَعْبِقُ
بوحٌ به قد باشَرتْ منطوقََََََها // وتهلهلتْ بالآهِ بمسةُ تَنْطِقُ
السين فيضٌ من سرورٍ دائمٍ // فِكْرٌ وفنٌ وافتداءٌعابقُُ
سينُ السعادة بالمسرّة تبتدي // ومقرّها في قلبها يتعمّق
والميمُ مأوىً للمودّةِ والهَنا // للحُسنِ والابداعِ ذاكَ مُحقّقُ
مرّتْ وفيها للمودّةِ موئلٌ // ميمُ الهنا بَرَقتْ وفيها يوثََقُ
والتاءُ تختمُ اسمَها بنضارة // أملٌ كبيرٌ بالمودّة ينطقُ
تجتاح قلباً هائماً بمحاسنٍ // وتُدرّ عطفاً بالهوى يتمنطق
بَسَماتُها تأتي القلوبَ بإلْفة // إنّ الكلامَ بما حوتهُ لشيّقُ
نَسَبٌ رفيعٌ بالجمالِ تواصَفوا // طِيبٌ تجلّى للشموخِ يُعانقُ
في أرضِ سامرّاء أينعَ نبتُها // وأريجُها في أرضِ بابلَ يعبِق
يا خالقَ الأكوانِ هِمْتُ بحسْنِها // وبما خلقتَ فإنّني أتعلّقُ
هي في الحياةِ فريدةٌ ونقيّةٌ // وكأنّه ما مثلُها قد يُخلَقُ
الله قد خلقَ الجمالَ وأهلَه // فارفقْ بمن بك آمنوا ومَن اتّقوا
يا ربُّ فارعى شاعرا مُتبتّلاً // يحدوهُ هَدْيُكَ,مَنْ هديتَ تألّقوا
واحفظْ إلهي بسمةًً بنضارةٍ // معهودةٍ إنّي لبابكَ أطْرُق
10/6 / 2021