بعد السبعين
على ربّ البريّة إعتمادي // وفي القرآن منهاجٌ ريادي
إلى ربِّ الوجود وَكَلْتُ أمري // وكلّ الخير من ربّ العبادِ
إليكَ أخي نصائحَ مع وصايا // تمعّنْ في الجميع بلا عِناد
فطِبْ نفساً بعيشٍ فيه نشقى // وإنّ العيشَ جدٌ باجتهاد
وحاذرْ أنْ تُدخّنَ أو تُعاقرْ // كؤوسَ الخمرِ في حال ارتداد
ففي التدخينِ أضرارٌ جِسامٌ // وشربُ الخمْر يُذِهِبُ بالرَشادِ
وفي التدخين إيذاءٌ لصَدرٍ // وللرئتين يُنذرُ بانسداد
أرى الأطفالَ للتدخين مالوا // عليكَ بنصحهم، أمل البلاد
فأنتَ الراعي، كن دوما حليماً // ووجّهْ من تعولُ بلا تمادي
تمهّلْ باختياركَ للصديقِ // ذوي الأخلاقِ صاحبْ بالوِداد
ذوو الإيمان في الدُنيا خَيارٌ // وأهلُ الخيرِ حاذرْ أنْ تُعادي
وبرُّ الوالدين به نجاةٌ // وفي الدارينِ منجىً باعتقادي
وجارُكَ للرعايةِ مُسْتحِّقٌ // وجارُ الجارِ أحسِنْ بالوِفادِ
تخيّرْ في الزواج ذوات هديٍ // وذي الإيمان والرأي السِداد
ولا تغترّ في الأزياءِ دوماً // وفي المكياجِ غُشٌّ للسَوادِ
وفي المكياجِ مضْيَعةٌ لِمالٍ // وفيه خديعةٌ تُؤذي فؤادي
وقد يُخْفي التمكْيجُ بعضَ سوء // ويُكْشَفُ أمرُه يوم الحِداد
ولا تأتي المُخدّرَ واجْتَنبْهُ // وفي الترويج جُرمٌ من مُعادي
ولا تأتي الفواحِشَ طولَ عُمْرٍ// وكنْ للخير دوما بالريادي
وجاهِرْ في محاربة المُرابي // وحربُ الله في القرآن بادي
ولا تأتي النفاقَ بأيِّ أمرٍ // وكنْ شفّافَ مع بِيض الأيادي
تجنّبْ أنْ تُمالي في حديثٍ // وقولُ الحقِّ دوماً بالمُرادِ
وملهاةُ الشعوبِ بدتْ كُراتٌ // ومنها الفقرُ معْ شُحٍّ بِزادِ
ولا تأتي الملاعبَ واجْتَنِبْها // بها الأوقاتُ تُقْتَلُ بازديادِ
مُوازنةُ الملاعبِ أرْهقتْنا // فكم بليونُ يُنْفَقُ في الطِرادِ
وكم في المونْدِيالِ يضيعُ مالٌ // وكم بليونُ ضاعَ بلا عِدادِ
بِكمْ تجهيزُ ميدان الكُرات؟ // وبالآلاف تُحصى في البلادِ
فعمّ الفقرُ وانقشعَ الرخاء // وزادَ الجوعَ سوءُ الإقتصادِ
ولا تغتبْ بعيشِكَ أيَّ فرْدٍ // ولا تأتي النميمةَ أو تُبادي
ولا تنسى الفرائضَ كلّ وقتٍ // ولا تأخيرَ إنْ نادى المُنادي
وفي الطاعاتِ كنْ دوماً مثالاً // لفعلِ الخيرِ مشدود الركابِ
ولا تنسَ الفقير وذي احتياج // وكنْ ما عِشْتَ بالشهْمِ الجوادِ
وللأيتام كنْ دوماً نصيراً // وبالمعروف عاشرْ مَنْ تُبادي
نوادي الليلِ لا تأتي بتاتاً // ولا دُورَ الملاهي بانقيادِ
هي الأيامُ تمضي مُسْرعاتٍ // كما الآجالُ تأتي بالمَعاد
وأهلُ الفنّ معْ عزْفٍ تَغنّوا // يطولُ العزفُ والغِرّيدُ شادي
ويغفو البعضُ من وَلَهٍ سُكارى // لِتُمْسي الحالُ في بؤسٍ شِدادِ
وحفلاتُ الغِناءِ بها فَسادٌ // وعُرْيٌ يتلو من نادٍ لنادي
وفي الصالات لهوٌ وانشراحٌ // وفيها لا حياة لمن تُنادي
فلا تأتي لِلهوٍ ذاك فسقٌ // ولا يُغويكَ إفسادُ الوِسادِ
فساءَ الاقتصاد وحلَّ فقرٌ // وزادَ الانحراف بذي البوادي
تفكّرْ بعد أيامٍ ستغدو // ولنْ يبقى بهذا العيشِ حادي
أرى الأقصى يُعاني كلّ يومٍ // يُنادي أمّتي هلْ من مِداد؟
وضاعَ السيفُ والصاروخ ضعفاً // وما عادتْ يديّ على الزِنادِ
تأكَدْ أنّ في التطبيعِ ذلاً // كبيعِ القدسِ في حال المزادِ
تسلّحْ بالعلوم بكلّ صوبٍ // وسابقْ للفضائل باحْتِداد
ولاحظْ أنّ في المنهاج غُبْناً // شوائبُ أُدْخِلتْ زَمنَ الرُقادِ
وحاذِرْ أن تكونَ على ضَلالٍ // وقاومْ من يسيءُ إلى المَبادي
تحاشا كلّ عِلماني عدوٌّ // لدين الله هم شوكُ القَتادِ
كما الماسوني حاذرْ واجتنبهُ // ذوي فِكْرٍ يُخطّطُ في السواد
عدوُّ المسلمينَ بكلّ أرضٍ // وطولُ العُمرِ دوماً في الضِدادِ
فلا سيداوُ تُقْبَلُ أو تَمُرُّ // ولا المِثْليُّ َبالشخْصِ القيادي
وفكّرْ في الحياةِ وما اعتراها // هيَ الآفاتُ منْ غزوِ الأعادي
عن الإسلام كنْ أسداً هصوراً // ودافع عنه في بأسٍ شِدادِ
تَطِبْ عيشاً وتحيا في هناءٍ // ومنك السَعْد في يوم النِجادِ
تمسّكْ ما حييتَ بشرعِ ربٍّ // وحاذرْ أنْ تكونَ على الحِيادِ
وكنْ للأختِ ذا نُصحٍ لتبقى // بعفّتها وشعْلةَ اتّقاد
فلا يُكْشفْ غطاء الرأس عنها // لتحيا والفضائلَ باعتداد
وكشْفُ الصَدرِ للفتيات عارٌ // وفيهِ تبرّجٌ يؤذي المبادي
عدوّ الدين يُضمِرُ كلّ سوءٍ // لإفسادِ الخليقة في البلاد
إلهُ الكون أنت بنا رحيمٌ // وهديُ محمّدٍ للناس هادي
لِتُلْهِمَ كلّ من ملكوا زماماً // دروبَ الخيرِ لا سُبُلَ الفسادِ
ولا تنسى بأنّ الموتَ آتٍ // كحال الزرعِ في وقت الحصادِ
وبعد الموتِ نارٌ أو جِنانٌ // عذابٌ أو ثوابٌ للعبادِ
فحدّدْ منتهاكَ وأنتَ حيٌّ // وكنْ للخيرِ أسرعَ من جوادِ
وتلك وصيّتي أوجزتُ فيها // دروبَ الخيرِ في زمن الكسادِ
_ _ _ _ _
الدكتور شفيق ربابعه