وُلِدَ الهُدى
الكونُ أشرقَ والوجودُ تبسّما = وُلد المخلّصُ, صار شعبي مسلما
لَطَف الإله بخلقه لمّا أتى = بمحمدٍ نورٌ أضاءَ العالما
الكائناتُ تراقصتْ فرحاً به = والكُفْرُ زاغَ عن البلاد وقُلِّما
بَهَر الوجودَ بخُلْقه وبنورِه = من نسل يعْرب, هاشميٌّ قد سما
بربيعِ عام الفيل هلّتْ فرحةٌ = وُلد الحبيب, وكمْ تبدّى,عالِما
وُلد الهدى والموتُ عاجَل أمّه = فرعاهُ جدٌّ, كان حقاً حالِما
أبواهُ ماتا ثم أُلْحِقَ جدُّه = بالوالدين فصار همّا مؤلما
قد أرْضعتْه حليمةٌ فغدتْ به = مسرورةً ,ما مثلها وسَط الحمى
الخيرُ والبركاتُ طافتْ حولها = والسعْدُ أصبحَ في رُباها مَعْلما
منذُ الطفولةِ ما أساءَ تصرُّفا = والصدقُ واكبه, فكان مُعلّما
الدِينُ أصبح في ربانا باكيا = والقدسُ ضاعت, هل أُصبنا بالعمى؟
والذلُّ خيّم فوق أرضٍ تستحي= من حالنا , وعويلُنا وصَل السَما
يا أمّة اﻹسلام يكفي ما بنا = فالأزهري, يُرى أحلّ محرّما
خُلِط الحلالُ مع الحرام كما يُرى = يبدو ضللنا , والفسادُ تَعمّما
المسلمونَ يُطبّعون جهارةً = ومَع اليهود كما يُرونَ تسالَما
والناسُ في السودان حار دليلهم = والعُرْبُ في نزعاتهم بذلوا الدما
عودوا إلى الدين الحنيف بمولدٍ = لرسولنا , ذا عيشُنا قدْ أظلما
يا حبّذا دولُ العروبة تلتقي = في وِحدة, حتى تُزيل تشرْذما
ويعود مجدُ المسلمين وعزُّهم = ولنا الأعادي تنحني , دمعي هما
بدأتْ شعوب العُرب تنهض,إنّها = ثارتْ على الطغيان همْ أسْد الحمى
في مصر ثار الشعبُ أعلن رفضه = للمستبدّ, وقد غدا متقدّما
والبوعزيزي فعلُه متمثّلٌ = بزوالِ طاغيةٍ , تسلّط فارتمى
وبدا الربيع يقضّ مضْجَع قادةٍ = ظلموا , فثار الشعبُ ثم تعاظما
زالتْ طغاة بعد قهرِ شعوبِهم = والبعضُ منهم ما بحوزته رمى
في الشام آلامٌ وجرحٌ نازفٌ = أمّا العراق طوائف هي كالعمى
والحربُ في اليمن السعيد تأجّجتْ = أمّا بليبيا فالخلافُ تَراكَما
ونرى الفسادَ بكلّ صوبٍ ماثلاً = والمالُ هُرّبَ ما تبقّى لُقِّما
يا ربّ ذا شعبُ العروبة مُنْهَكٌ = وجراحُه غطّتْ مرابَعنا دما
إنّا غُزينا وابتعدْنا عن هُدى = زاد الضلالُ, لذا الفجورُ تقدّما
والعدلُ هاجرَ عنوةً عن قومنا = والظلمُ شاع وكُنْهه يبدو سما
في يوم ميلاد النبيّ المُصطفى = أرسلْ مدادك ربّنا كي نَبْسُما
وأزِلْ ظلاماً دامساً عن أمّتي = وانصرْ قوانا, يا إله تكرُّما
صلّى الإله على النبيّ وآله = ميلاده نورٌ أضاءَ العالَما
***************