أرى الأخلاق في هذا الزمان = تسير إلى الوراء بلا توان
كما المعروف لا يُعطي نتاجا = وصار الغدر صنوا للتفاني
ونكران الجميل غدا سلوكا = وما المعروف يُثمر في الزمان
كما الإحسان أمسى صنو شرٍّ = وفعل الخير يُنكَرُ في ثوان
وإنْ أخلصتَ في عملٍ بجدٍ = فأنت غريب مجتمع رماني
به الإفساد قد أمسى مساراً = يقود مسيرة صاغت بياني
وأعجَبُ من دروب الخير أمستْ = كشرٍّ إنْ سلكتُ بها أعاني
تبدّلَ كلّ شيءٍ في ذرانا = وأهل المكر هم خير البواني
لهم في العيش بأسٌ واحترامٌ = وكسبٌ في الحياة وأهل شانِ
كما أنّ النفاق غدا طريقا = لمن يرقى , وتغمره التهاني
وهم شِلَلٌ وتخدمهم ظروفٌ = قناديلٌ وأمّار الزمان
وما للنصح من حظٍ وسمعٍ = وأهل الخير في عيش هوانِ
وتاه الناس , قد ملّوا حياة = غدا التقتيل فيها كالأغاني
نردّدها ونسمعها جهارا = وتطربنا وننعم بالغواني
ويصبح من يُداري ذا انتماء = ورُغم الجهل هم أهل البيان
ويبقى الحرّ مكروها بغيضا = بلا وزن بلا أدنى معانِ
يحار بعيشةٍ أمست بحقٍ = ككابوسٍ وقهرٍ وامتهان
فثار الناس كالبركان ردا = وزاد القتل مع ضيق المكان
أرى مدنا تُدمّرُ من حصار = وقصفٍ , ثمّ يُبدأُ بالطعان
ولا ينجو من التقتيل حرٌّ = ولا الأطفال بالهدف المُصانِ
وهل لطم الخدود يعيد ميْتاً ؟ = ولن يُنجي البكاء وذا رِهاني
سيبقى القتل والإجرام فينا = وحبّ الجاه والسلطان ثاني
دروب العدل قد سُدت بوجهي = وإنّ الظلم قد زاد احتقاني
إله الكون إنّا قد هجرنا = كتاب الله بالسبع المثاني
وتاه الناس في عيش مرير = وذكر الله في الدنيا كفاني
**************
20/2/2012