رمضان/2
أهلا بشهرِ الصومِ والغفرانِ = فيه النفوسُ تعجُّ بالإيمان
وبه التسامحُ والتواصلُ قائمٌ = شهرُ الفضائل في هُدى الرحمن
شهرُ الزكاة وشهرُ كلّ تراحمٍ = خيرُ الشهور بكامل الأزمان
من صامَه متهجّد بقيامِه = فالعتقُ محتومٌ من النيران
يا ربُ فاقبَل صومَنا وقيامَنا = إنّا ندينُ إليك بالعرفان
رمضانُ شهرُ الصوم , شهرُ تطوّع = متطلّعين إلى رضى الرحمان
لكنّ بعضاً قد نسوا خيراته = ونسوا التعبّد في ذرا رمضان
وأتوا إلى الحانات في سهراتهم = وأتوا الحرامَ برغبةٍ وتفاني
والبعضُ في رمضانَ زادوا خِسّة = لعبوا القمار وأتبعوا بِرِهان
والظلمُ في رمضان أمسى واقعاً = وكذا الفجورُ تراه في الاعلان
القتلُ والتدميرُ زاد ضراوة = يا ويح من ظَلموا بأيّ كَيان
رمضانُ يبكي ما رأى بديارنا = مات الإخاءُ ومسلكُ الإحسان
يا رب تلك مرارةٌ نحيا بها = فارفق بنا يا رب بالغفران
وارحم ضِعاف القوم بدّل حالهم = أنت النصيرُ ومنك يعلو شاني
******
رمضان /3
حشود الصائمين على القطايف بالمئات
على الأسواق يهرعُ صائمون بلا أناة
على البسطات آلاف أتوا وقت الصلاة
غدا رمضان شهرا للتسوّق في الفَلاة
به الأسعار تعلو دون تقوى أو تُقاة
وما عاد التعبّد يعني شيئاً للسَراة
_ _ _
رمضان أقبل والحروب سِجال = بربوعنا، والمهتدي يُغتال
القصفُ والتدميرُ عمّ بلادنا = والفاسدون على آمالنا قد بالوا
أُضحوكة إنّا غدونا في الملا = والفحشُ زادَ وساءت الأحوال
رمضان عُذراً، ما بنا لمؤرّقٌ = إنّ البُغاةَ بأرضنا قد صالوا
يا خالق السموات أنت نصيرُنا = يا حبذا أن نشهد الإبدال
__________
أهلا رمضان /4
رمضان أقْبَلَ، أكرموا رمضانَ
صوموا، وأحيوا الليلَ والوجدانَ
قوموا الليالي ذاكرين لربّكم
واستعذبوا الخيرات والإحسانَ
وتسابقوا للبِرّ في أعمالكم
وادعو الإله وعَظّموا الرحمنَ
شهرُ الصيام معظّمٌ ومقدّرٌ
فَدَعوا الشرور وما أتى وغزانا
عودوا إلى ربّ العباد وشرْعه
منْ يمْتثِلْه بدا لنا فرحانَ
واسْعوا إلى الفردوس دون هوادة
لجنانِ عدْنٍ، فاسلكوا الريّانَ
في ليلة القدر العظيمة إهنأوا
من قامها قد أدركَ الغفرانَ
زاد الفسادُ وشاع فُحشٌ بيننا
والقتلُ عمّ ودمّروا البنيانَ
والعيشُ في كَمَدٍ وبؤسٍ ماثلٍ
وغدا الصراع كما نرى ألوانا
قَسَتْ الحياةُ على الكثير وآنّنا
مُتفرّقون ولمْ نَعُدْ إخوانا
يا ربّ فرّجْ كرْبَنا ومصابَنا
وانصرْ إلهي العُرْب في رمضانَ
*******
عذرا رمضان /5
أَتى رَمَضانُ يَبْكي فارْتَجَزْتُ = أَتبْكي رُغْمَ دَوْركَ في الزَمانِ
أَمَا يَكْفيكَ شَهْرٌ فيهِ رَبّي = يُصَفِّدُ كُلَّ شَيْطانٍ وَجانِ
وَيُغْلِقُ كُلَّ أَبْوابِ السَعيرِ = وَيُفْتَحُ فيهِ أَبْوابُ الجِنانِ
أَمَا يَكْفيكَ نَهْرٌ سِلْسَبيلٌ = هُوَ الريّان للصُيّامِ حَاني
وَفَضْلُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ سِنين = وَقُرآنُ الإلهِ بِها أتاني
مَجيئُكَ رَحْمَةٌ عِنْدَ القُدُومِ = وَمَغْفِرَةٌ لِأُنْسِكَ باحْتِضَاني
وَعِتْقٌ عِنْدَما تَنْوي رَحِيْلاً = وَخَيْراتٌ تَعِمُ بِلا امْتِنانِ
وَفِيكَ الفَتْحُ يا خَيْرَ الشُهُورِ = وَبَدْرُ الانتصار بِلا تَدَاني
وَتِشْرينُ الأخيرةِ والعُبُور = فَقَاطَعَني وَقَالَ صِهٍ كَفَاني
صَحيْحٌ كُلّ ما تَرْويّهِ عَنْي = وَذَاكَ الوصْف جُزْءٌ مِنْ كَياني
أخي هَلْ تَرْقَبُ الأحْدَاثَ مِثْلي = فجَيِلُ اليومِ يَمْثَلُ للعَيانِ
على الأقوامِ آتي كُلّ عَامٍ =وَأهْلُ الجَاهِ لا تَدْري بِشَاني
سِوى الفُقَراءِ لَمْ ألْحَظْ جُمُوعاً = تُسَرُّ إِذا أتَيْتُ كَما الأَماني
وَلَكِنَّ البَقيَّة تَزْدَرينِي = وَمِنْهُم يَقْشَعِرُّ إِذا رآني
وَتَعْجَبُ أَننَي أبْدو حَزيْناً = وَأبْكِي المفطرين بذي الزمانِ
أَأَضْحَكُ في غِيابِ القُدْسِ عَنْكُمْ = أَيُرْضَى الذُّلَ في عَيْشٍ هَوَاني
أيُضْحِكَني التَعرّي في البِلادِ = أَمْ القِيثَار أم وقع الكَمَانِ
أَتُفْرِحُني المَحَافِلُ والنوادي = أمْ البَارَاتِ مع كُثُرِ الغَواني
أَتُعْجِبُني النوادي الشَامِخاتِ = وَفيها الجِيْل عُشّاق الأَغَاني
أَيُفْرِحُ مَنْ يُرابي في البِلادِ = وَينْسى اللهَ وَالسبْعَ المَثاني
أَتُعْجِبُكَ المَلاهِي الزَاخِراتِ = بِجِيْلٍ صَارَ مَطْلُوقَ العَنانِ
أَيُفْرِحُكَ التَسَابُقُ للثَرَاءِ = وَتَقْليدُ الأَجَانِبَ في القِرانِ
دُوَيْلاتٌ تَكَاثَرَ مُخْرِجُوها = فَضَاعَ الجُهْدُ والخِزْي اعْتَراني
غَداً رَمَضانُ يَرحل عَنْ رُباكُمُ = وإنَّ العُمْرَ يَنهى في ثَواني
فَهَلْ أدركتَ كَنْه الموت حَقْاً؟ = وَهدي الله بالعَمَلِ المُصان
فَليْسَ العَيْشُ إثراءً وَلهْواً = وَإفراطاً بأزْياءِ الحِسَانِ
سَأبْقى بَاكياً حَتْى تَفيقُوا = وَيُصْبِح جِيْلُكُم جِيْلَ التَفاني
_ _ _ _ _ _
رمضان / 6
رمضان شهرٌ للعبادة يا تقي = فيه النفوس تطيبُ حتى ترتقي
وزيارةُ الأرحام أمرٌ واجب = وبأصدقاءِ الخير بادرْ والْتَقي
كثْر التعبّد في الصيام مُفضّلٌ = وبه التآخي والوداد الأوثق
رمضان شهرٌ في السنين مميّزٌ = ولليلة القدر العظيمة فاسْبُقِ
وبه ليالي العتق فاحرص نَيْلَهُ = من لم ينلْ عتقاً، فذاك هو الشقي
رمضان شهر الخير عذراً إنّنا = ما عاد دَيْدَنُنا تُقىً في المشرق
حبّ الحياة وجْنيها هو همّنا = وحياتنا الأخرى انتستْ، ذا مؤْرقِ
_ _ _ _ _
دولُ العروبة انظروا فاضتْ أذىً = ومن الشريعة قد بدتْ لا تستقي
فالكوليرا في تعز زاد أوارها = مات الألوفُ وجُرّحوا، ماذا بقي
لا تكثروا الحلوى ولا تتهافتوا = ها هم بغزّةَ في حصارٍ مُرْهقِ
والشام هل تدرون ماذا انتابها؟ = صاروا شتاتا، ما اكتفوا بالخارق
أمّا العراق فحالهُ ما مثلها = الناس فيه مكانهم لم ترتقِ
دولٌ تئن من الفساد وغيرِها = القتلُ فيها والدِما للمفرق
رمضانُ أنظر هذه أحوالنا = هل ما ترى بمصابنا من منطق؟
_ _ _ _ _
رمضان والأيام 7
رمضان أقبَلَ يا أحبّة فادركوا = أسمى المعاني، فالفضائل تكْثرُ
شهرٌ إذا ماحلّ في الدنيا بَدتْ = تزهو جليّاً، بالعبادة تُغْمَر
لكنْ أُصيبَ الناسُ في أخلاقِهم = وبدينِهم ولذا الرذائلُ تكبُرُ
شاعَ الفسادُ وعمّ فحشٌ ساءنا = والناسُ تاهوا، بالمعاصي تَفْخَر
حتى الشذوذَ غدا له متنفّساً = فتمرّدوا، وكذا الطُغاةُ استكبروا
والفقرُ زادَ، كما الزّنا متغلغلٌ = يا للرعيّة، بالمصائب تُمطَرُ
رمضانُ أقبلَ وهو يرثي حالَنا = من حسرةٍ، وجموعُنا تتذّمرُ
رمضانُ أقْبلَ والفواحشُ خيّمتْ = والبغيُ زادَ، وإنّني أتضوّر
رمضانُ أقبلَ والرعيّةُ تشتكي = ظَلمَ الطغاة، على الشعوب تآمروا
يا ويحهم، كم قتّلوا، كم أعْدَموا = كم حرّقوا من شعبهم كم دمّروا
رمضانُ أقبلَ والدماءُ غزيرةٌ = بالأمس كانت مثلَ نهرٍ فاذكروا
أينا اتجهنا فالعذابُ يلقّنا = شرْقُ البلاد وغربُها نتعثّر
في الصين إنّ المسلمين يُقتّلوا = حتى الأذانَ كما أرادوا غيّروا
حَذَفوا الإله مع الرسول كما رأوا = وغدا الأذانُ كما أرادَ الكافرُ
وقبيلةُ الإيجور ذاقتْ ظُلمَهم = وعذابَهم وانظرْ لهم قد مُرْمِروا
والمسلمون بحال ضعف مع أذىً = في مينمارا بطشَهم نستنكِرُ
قتلٌ وحرقٌ ثمّ ظلمٌ نابهم = كالصين قاسوا، ربّنا منْ ينصُرُ
رمضان / 8
رمضانُ أقبلَ، هل سندركُ أنّه = شهرُ المودّة، رحمةً يتقاطر
بمجيئه رحمات ربي تأتنا = وبوسْطه غفرانُ ذنبٍ، فابشروا
عِتْقٌ بآخره لكل من اهتدى= من صامه، من قامه، وتسحّروا
يا ليلة القدر اشهدي مأساتنا = ضلّ السَراةُ، وسُوّدوا وتجبّروا
هم يقتلون شعوبَهم بجهالةٍ = ومكائدٍ، والبلطجيّةُ تُؤثَرُ
رمضان أقبلَ، فانْهضوا وتطوّعوا= لعبادة الرحمان، دوماً بادروا
رمضان أقبلَ بائساً متألّماً = ردّوا ابتسامتَه بكم يتفاخر
اللّه ربي، نستجير بعفوكم= وبنور عرشك، أنْ بنا تَتدبّر
أنْ تهدنا فالشهرُ خيرٌ قادمٌ = قد حلّ فينا،أنت ربي أخبر
يا ربّنا، لا يُسْتجار بغيركم = أنتَ النصيرُ، وهديَكم نتخيّرُ
ارحمْ ضعافَ القوم، كم ذاقوا أذىً= زلزلْ طغاةً في الحياة تجبّروا
وانْصرْ عبادكَ في حياةٍ سادها = ظلمٌ فضيعٌ، واغتصابٌ قاهرُ
لتسود في هذي الحياة عدالةٌ = ثم انتصارُ الحق، أنت الأكبر
رمضانُ يا شهر الفضائل والتُقى = شهرُ التعبّدِ للفضيلةِ باكرو
ليكونَ هذا العامُ عامَ مسرّةٍ = ومحبّةٍ، ويزولُ من يتكبّرُ
رمضانُ إنّا في حماكَ على المدى = يا شهرَ عتْقٍ في الحياة يُكرّر
**********
رمضان /9
جيل الأراجيل يا هذا ويا ذاك = الجيلُ تاهَ, وبات الهمُّ فتّاكا
طول الليالي أراجيل مشعّلةٌ = وسْط المقاهي وفي الساحات ملقاكَ
الأمهاتُ مع الآباء قد غَفلوا = فالأبنُ والبنتُ قد تاها لنِسياكَ
إسأل بنيكَ فقد أمضوا لياليَهم = وسْط المقاهي وعانى الكلّ إرباكا
اليومَ سيجارٌ وبعد الغدّ إدمان = هذا تخدّر طول الليل وايّاكَا
إنّ الحشيشَ غدا يا قوم ميسورا = مشروبَ جمعٍٍ ,بدا التفضيلُ كونْياكَ
عمّ الفسادُ وذا غيظاً نمارسُه = وليرحم الله جيلا قاربَ الإشراكَ
شهرُ الصيام أراجيلٌ ومزمزةٌ = أمّا المساجدُ أمست ليس مهواكَ
يا ربّ حبّب لنا الطاعات في وطني = واهدِ الجميع لصوم في ثناياك
شهر الصيام وشهر الخير نحسبه = شهرُ التعبّدِ كيف البعضُ ينساك
_ _ _
رمضان شهر التُقى / 10
رمضان أهلا قد قدمتَ كريما = والخيرُ جاء مرافقاً وعميما
شهرُ المودّة والتراحم والتُقى = شهرُ الفضائل قد أتيت رحيما
الله يغفرُ في المجيء ذنوبَنا= والفردُ يُمسي بالمَسار حليما
بمجيئِكم للخلق أكبر رحمةٍ = والخيرُ يُمسي بالبلاد عظيما
شهرُ الزكاة ونبْعُ كلّ تعاون = شهرُ التآخي فيه زدتُ نعيما
رمضان يا خير الشهور جميعها = والأجْرُ للطاعات بات جسيما
الفقرُ في رمضان يرحل تاركا = عين الرضى والعطفَ والتسليمَ
والناسُ تشعرُ بالسعادة والهنا = وبه النفوسُ تزيدُنا ترحيما
رمضانُ من بين الشهور مفضّلٌ = اللهُ زادَ ثوابَه تعظيما
يا ليلة القدر المعظّم أجرُها = فكألْفِ شهرٍ زادت التكريمَ
كم مُعَتَق من نار ربي قد نجا = يزهو لعتقٍ، قبلُ كان سقيما
ذي ليلة فيها تقام عبادةٌ = وهي السلام لفجرها تعميما
رمضانُ أهلا قد حللتَ بأمّةٍ = القتلُ يقلقها نراه مُقيما
قُتِل الألوفُ وجرّحوا أضعافهم = والعيشُ أمسى في الحياة كليما
إنّ الفسادَ مُحصّنٌ مُتجذّرٌ = أعوانُه يتزايدون نعيما
والناس في فقرٍ وجوعٍ بينما = فُسّادُنا يتجاوزون سديما
رمضان سجّل ما بنا متتبّعا = باتت حدود بلادنا ترسيما
اللهَ نسألُ ان يفرّج كربنا = ليسود عدلٌ، بالتقى يأوينا
رمضانُ ادعو الله انْ يلطفْ بنا = ما زال شيخُ الفاسدين لئيما
وادعو الإله بأن يوحّد شملنا = ويزيلَ ظلما قائما يطوينا
لتكون في كلّ البلاد مسرّةً = ويعمّ خيرٌ يسْرةً ويمينا
*****
رمضان / 11
وفي رمضان يزدادُ الغلاءُ = وفي الأسواق يشتدُّ البلاءُ
وحالات التسوّل في ذراها = وقد كثروا, كما عزّ الدواء
وتمتلئ المقاهي بالسهارى = وحتّى الصبحَ لِعْبٌ واحتساءُ
وطول الليل يغزو الناسُ سوقاً = يجوبون المتاجرَ, ذاك داء
لذا فالليل قد يُمسي نهاراً = كما التجارُ يدفعهم ثراءُ
وإنّ الاحتكارَ يزيد فيهِ = ويزدادُ الأنين ُ كما الخُواء
وحالات التراحم لا نراها = وللإثراء يُلتَمسُ الدهاء
وينسون التسامح لاحتكارٍ = وممّا تمّ قد مات الوفاء
غذاءٌ فاسِدٌ في السوق حينا = نراهُ يُباع من نَفَرٍ أساءوا
أفي رمضان غشٌّ مع خداعٍ = ففي رمضان قد عزّ النقاء
إلهُ الكون أصْلحْ ما اعترانا = وزِدْ إيمانَنا أنتَ الرجاءُ
_ _ _
رمضان / 12
شيوخُ الفنِّ والتمثيلِ تُمْطِرُنا = بشهرِ الصومِ أكداسا من العَطَبِ
طِوال العام تجهيزٌ ودبلجةٌ = وأفلامٌ تسيء لأمّة العَرب
بعريٍ شبهُ تشليحٍٍ شخوصُهمُ = بلا رؤيا و(أم بيه سيه) بلا عَتبِ
برامجُها مُضللة مُدمّرةٌ = فسادَ الجيلِ قد أمسى من الأرَب
وغيرهما ومثلهما تطالعنا = بما يقضي على الإيمانِ من ضُرَبِ
وما الإعلام إلاّ الداءُ من زمن = فصارَ الجيلُ رقّاصاً وذا طَربِ
فلا يدري بمعنى الصوم مُذْ وَعِيا = وللإدمان قد جرّوه، واعَجَبي
كما التوقيتُ مدروسٌ ومحتَسَبٌ = ليُلهي الناس عن دينٍ وعن خُطَبِ
وللإعلام أدوارٌ يُجسّدها = تعرٍّ سافرٍ في لمعةِ الشُهُب
وخدْشٌ للحياء بلا حَياءٍ = وتصويرٌ للقْطات بلا أدب
مجلاتٌ وأفلامٌ وتمثيلٌ = تُطالِعُنا بها الساحاتُ عن كَثَبِ
أللإغواء بثٌّ مثلُ هذا؟ = أم الإفسادُ أم بعضٌ من الجَرَبِ
وإنّ الاحتشامَ بدا غريباً = وإنّ الزُهدَ مذمومٌ بذي الحِقَبِ
وفي رمضانَ مكياجٌ وتعريةٌ = وبالأشعار مدلولٌ على الغَضَب
إلهُ الكون داوِ الجُرْحَ فينا = فإنّ جِراحنا زادتْ من الكُرَبِ
*****
رمضان مهلاً / 13
رمضان مهلاً فالخُطى تتسارعُ = نحو الرحيلِ وأنت في الوجدانِ
كلّ الثواني فيك ذات مسرّةٍ = أمّا الدقائقُ نبعٌ من الإيمان
ما أنْ حللْتَ بك القلوبُ تطمأنتْ = والخيرُ عمّ وزاد في البلدان
أهلُ التُقى في فرْحةٍ وسعادةٍ = ومع القدوم سعادةُ الانسان
ما أسرع الأيام تمضي ترحلُ = نقصٌ من الأعمار بالجَرَيان
رمضانُ مهْلاً أنتَ أفضلُ قادمٍ = بين الشهور وحالة الإحسان
رمضانُ لا تنظرْ إلى السفهاء = والمفطرين وصحبة الشيطان
أو منْ يغشّ ببيعه ومساره = أو منْ يجاهرُ إنْ عصى الرحمان
رمضان في هذا الزمان عجائبٌ = ومصائبٌ في أمّة القران
أدعُ الإله بأنْ يوحّدَ أمتي = ويزيل آلاماً بدتْ لعَيانِ
ويُحرّرُ الأقصى وقدسٌ حوله = ويعودُ عزٌّ كان في الأزمان
رمضانُ لا ترحل وفينا غصّةٌ = وتفرّقٌ وتناحرٌ أضناني
يا ربّ في رمضان وحّدْ شملنا = وامحو الفسادَ ومنْ عتى بثواني
رمضان مهلاً أنتَ ظلٌّ وارفٌ = خيرٌ عميمٌ كامل الأركان
النصر فيك على العدوّ مؤرّخٌ = في بدر والأحزاب خيرُ معاني
يا ربّ نصركَ أنت أعظمُ ناصرٍ = ما يجري في الساحات هزّ كياني
إنّ اليهود تغطرسوا وتجبّروا = أنت القديرُ وقاهرُ العدوان
*******
رمضان / 14
يقولون الزمانَ به فساد = وهم فسدوا , وعنوانُ الفسادِ
وأمسى البيعُ غُشّاً فيه غُبنٌ = وصار الغُشّ كالفعل السَدادِ
فغشٌ بالفواكه والخُضار = وبالهرمون, إنّي فيه شادي
فدَهنُ التين زيتٌ وهو عجرٌ = وتزييت يقوم به معادي
وتوجيه الخضار به فنون = وأسوأ سيّءٍ تحت المداد
وغشّ السعر يُلمسُ في بيوعٍ = وفي التسعير غُبنٌ للسواد
أفي رمضان غشٌّ وانحرافٌ = فما ارتدعوا , وغشّوا بازدياد
وإنّ الغشّ في كلّ المناحي = وفي التزويج حينا بالبوادي
غلوٌّ ثم ظلمٌ وانحطاطٌ = وذلٌّ في هوانٍ مع فسادِ
فذا شهرٌ تطيب به نفوسٌ = وتسمو النفس في كلّ البلاد
إله الكون أصلح حال قومي = فكم في الغشّ ظلمٌ للعباد
_ _ _
رمضان / 15
رمضان أقبلَ والحروبُ سِجالُ = بربوعنا، والمهتدي يُغتال
القصف والتدمير عمّ بلادنا = والفاسدون على آمالنا قد بالوا
أضحوكة إنّا غدونا في الملا = والفحشُ زاد وساءت الأحوال
رمضانُ عُذراً، ما بنا لمؤرّقٌ = إنّ البُغاةَ بأرضنا قد صالوا
رمضان فيه تسلّطٌ وتناحرٌ = وتسابقٌ للقيل ذلك قالوا
أنْ يُثريَ التجارُ أكبر همّهم = البعض غشَّ وبعضهم يحتالُ
والناسُ لا يدرون كيف يُلفّقوا = أسعارهم أو منهم الجوّالُ
وفّق إلهي العاملين ليهتدوا = وعليهمُ كمْ تُعقد الآمال
كسْبُ الحلال بذي الحياة مُقدّسٌ = إنّ القناعة للمسارِ كمال
يا خالق السموات أنت نصيرنا = يا حبذا أن يقدُمَ الإبدال
_ _ _
رمضان / 16
وقالوا إنّ في رمضان تزداد الدعارة
وبعضُ الناس يعتبرون
ما يجري شطارة
بأرتال المياعة والصياعه
تراهُم في الليالي كالمنارة
نوادي الليل في أنْسٍ
كما الحانات مُختاره
وفي الليل البهيم ترى
حمولة ألفِ سيارة
مِن الفسدوا ومَن ضلّوا
وتُشغِلهم إثاره
ومن رَغِبوا تراهم في الزوايا
وذاك الجمع رهنٌ للإشارة
وهم يتنقّلون بلا هُدى
مواقعِهم زقاقٌ بعد حارهْ
أماكُنهم معلّمة, موثّقة
لهم بنهارِهم كلّ الصدارة
لأنّ الفُحْشَ مسعاهم
ومِن دون استشاره
وذاكَ برؤية الفُسّاد يبدو
كأرقى ما تُجسّده الحضارة
ومن يأتي الفواحشَ في البراري
يُعلّلها بحالٍ من جسارة
_ _ _
وقالوا إنّ في رمضان تزداد الدعاره
فكم تكسي تجوب الأرض سيّاره
بها يبدو الزجاجُ ملوّنا, يُخفي
عن الأنظار أفعالاً حقاره
وباصات الكيا تعرف مساره
وبعض الناس قد رَفعوا شعارا
بأنّ الفُحش ضربٌ من تجاره
لذا أهلُ الفساد يصمّمون على اختياره
ويرتادون أوكارا وأمكنة
بساحات المغاره
لذا الأعْدادُ قد زادت
وفي رمضان تنكَشِف الستاره
وفي بعض الفنادق مُجرياتٌ
طوال الليل في سَهَرٍ
ولهوٍ ذاكَ تيّاره
وفي الطرقات آلافٌ
وفي شُققٍ ترى غاره
على فُحشٍ يمارسه
أناسٌ قبل صَفّاره
وقالوا أنّ في رمضان مَيْلٌ للدعاره
من الشُذّاذ والمُردان في حال الزياره
نفيرُ الناس ليلا فيه معنىً مع إشاره
لمن جهروا وقالوا إنّ تلكَ هي الحضاره
خلايا العهر تنشطُ تستفيق
وقد يتلو وِصالٌ واستداره
وما بعد السيجاره
وهذي طفرة تنتابهم
لأنّ الفحش معلومٌ مساره
هل الإعلامُ يوقظه؟
يُحرّكه بشيءٍ من إثاره
هواتفهم مُساعدة
ومن فيسٍ إلى نتٍّ
يزيد أوارهُ وهو الشراره
فذي حرّيّة الشذّاذ أن يأتوا الفواحش
أينما يبغون مع كلّ الجساره
وذي (سيداو) قد دَعَمتْ
مع الأيام أصنافَ الحقاره
فوا أسفي لما يجري
وذا عملٌ مُقزّزُ في مساره
_ _ _
رمضان طار لبّي / 17
كم فتاة تكشفُ الرأس بدربي
تكشف الصدرَ وسيقاناً لِلعْب
أنظروا الأزياء أشكالاً بقربي
مثلها المكياج مسْتشرٍ وربِّ
أرى التدخين زاد ومنه كربِ
في نهار الصوم وجْبات بِشربِ
يا لأزياء الصبايا صُنْع غرب
تكْشفُ الجسمَ كما أذواقُ صحبِ
والأراجيل تفشّت يا لقلبي
أيُّ صومٍ في رُبانا، أيّ ضرب
في نوادي الليل آلافٌ لِحبِ
بينما المسجدُ خاوٍ أيّ ِذنبِ
والمقاهي طول ليلٍ كلّ حَدْبِ
مثلها المولاتُ صحوٌ كي تُلبّي
في ليالي الصوم من ينسون ربي
من ينادينا كفى قد زيد ذنبي
يا لشهر الصوم في أكنافِ عُرْبِ
فعُرى الإيمان خفّتْ بعدَ صخْبِ
وغدا الناسُ سُكارى كلّ درب
ما بِنا يُبكي، لهذا طارَ لُبّي
_ _ _
رمضان / 18
رمضان قد دبّتْ بنا الأمراض
وكما نرى قد بيعت الأعراض
رمضان فيك يُصفّد الشيطانُ
لكنْ هنا يتشيطنُ الأنسانُ
رمضان شهرٌ للعبادة والتقى
وهنا الفسادُ مع الضلال قد التقى
رمضان شهرٌ للتراحم والوداد
أمّا هنا سُبُلُ الجهالة بازدياد
رمضان شهرٌ للنفوس مربّيا
أمّا المصيبة أنْ يقود الأغبيا
رمضان زهْدٌ بيّنٌ ثم احتشامُ
وهنا القطيعة دربُنا ثمّ الخصامُ
رمضان شهر النصر في التاريخ
أمّا هنا فالفوز للبطيخ
شهر العبادة حقّه التهليل
وهنا بلا معنى ولا تبجيلُ
فيه التطوّع والصيام بطولِه
وهنا الفواحش تزدهي بحلولِه
السرّ أنّ مُسَوّدا ذا همّه
إفسادنا, كي تُنتسى آلامُه
_ _ _
رمضان شهرٌ للصيام وللعبادة
والانحلال بأرضنا (سكّر زياده)
رمضان شهرٌ للعبادة والوفا
والبعض للآثام يبدو لي اصطفى
قيام الليل في رمضان محمودُ
كما أنّ التراحمَ فيهِ مشهودُ
وذكرُ الله أعظم ما يكون
وبالتسبيح تكتحلُ العيونُ
وفي رمضان يزداد التآخي
وإصلاح النفوسِ بلا تراخي
زكاة الناس تفريجٌ وفرْحٌ
دواء الفقر لا لن يبقى قرحُ
*******
رمضان / 19
أرى رمضانَ شهراً للسباحه
وفي الخيمات لهوٌ مع إباحه
ورقصٌ في الفنادق دون راحه
وسكرٌ في النواديمع وقاحه
وفي رمضان، تنتعش السياحه
وبعض الناس تجذبها الإباحه
وفسقٌ ثمّ فُحْشٌ واستباحه
وللإفساد ذي دربٌ مُتاحه
وهذا قد يقود إلى نياحه
وأهل الذكر للإيمان ساحه
بذكر الله دوماً مع سماحه
ولا يأتون مُسْكِرَ أو بِطاحه
وأهل الخير تمتهن الفِلاحه
همُ البسطاءُ يومياً مِلاحه
إلى أرضٍ من المرعى رواحه
فلا صَخَبٌ ولا فِتنٌ مُباحه
رفيق الأرض يعشقها صراحه
بأخلاقٍ وبُعدٍ عن بجاحه
********
رمضان / 20
وفي رمضان صار العيشُ يا قومي مريرا
فأين عبادة الرحمان نفتقد النصير
نفاقٌ زاد والأسعار قد زادت وتيرا
وقد هجموا على الأسواق لم يُبقوا حصيرا
غلاء السعْر والإفسادُ قد صارا بشيرا
لمظْلَمة ومفسدةٍ فأعلنّا النفيرا
على الأشرار والشُذّاذ قد ساءوا كثيرا
نذوقُ الويلَ ممّا نابنا سئنا العشيرا
جيوب الفقر قد زادتْ وضيّعنا الفقيرا
وأثرى الفاسدون، فما جَنَوا نارا سعيرا
فدمّر يا إله صغيرهم ثمّ الكبيرا
ولا تبقي من الأقوام من باع الضمير
*****
رمضان / 21
الغُشّ في رمضان
غذاء فاسدٌ، بتنا نعايشه كثيرا
كأطنان الدجاج مع اللحوم بدت يسيرا
وأسماكٌ مُعفّنةٌ تسبّب قشعريرا
وتمْر الهند من يدري، ولازَمنا مصيرا
وعِرْق السوس يتبعه، وليس له نضيرا
وبعضُ عصائرٍ غازيّةٍ تؤذي الغرير
ولحمُ فاسدٌ قد يطرحون بدا حميرا
لقد ماتتْ ضمائرُهم، لذا ننعى الضميرَ
بشهرِ الصوم غُشٌ زادَ، قد أمسى نذيرا
ويزدادُ التكالبُ كلّ ذا أمسى يسيرا
لقد غشّوا البيوعَ جميعها وكما العصيرَ
ليُثري منه تُجارٌ، وتفترشُ الحريرَ
ففي رمضان غشٌّ صار يا قومي مثيرا
بأبوابٍ مُشرّعَةٍ وقد غشّوا كثيرا
وفي رمضان تزويرٌ وقد باعوا العشير
فلا تُبقي إلهي ما جنوه ولا حصير
ودعْهم عبرةً للناس لا يَجِدوا نصيرا
وخزيٌ في الحياة مع الممات كما نفيرا
لِما غشّوا, فأنتَ إلهُنا من أحسَنَ التدبير
وأنت نصيرُ من قد عاش في الدنيا فقيرا
يقاسي الظلمَ أومن كان في المحيا كسيرا
ومن عانى من الإفساد في الدنيا حسيرا
فأنت الله ناصرُنا وكنتَ لنا بشيرا
إلهُ الكون عدلُكَ يملأ الدنيا هديرا
عليكَ بمن يُخادعُ أو يخونُ له أجيرا
فلا تبقي لهم مالا سوى نارا سعيرا
وفي رمضانَ أصْلحْ حالنا سئنا المسيرَ
*******
رمضان / 22
هذا زمانٌ حالهُ إجرامُ = والورد جفّ, وأقصيَ الضِرغامُ
والجهلُ سادَ بإمّةٍ مغلوبةٍ = والحقُ أعْدِم والسَراةُ لئامُ
خُلِط الحلالُ مع الحرامِ كما يُرى = رمضان فيه يُحلّل الإعدام
أمّا القطيعة ذا الزمان تزايدت = والزهْد في هذا الزمان حرامُ
وتكاثرتْ آلامُنا أنظر لها = في كلّ حدْبٍ صوبها الإسلامُ
العرْبُ أعرابٌ وساءتْ حالهم = أنظر لهم, قد أعْدمَ الإلهامُ
القتلُ في كلّ البلاد موثّقٌ = وتقاتَل الإخْوانُ والأعْمامُ
والظلمُ عمّ وبيننا مستفحلٌ = ثم الفسادُ , وجُلّنا نوّامُ
أمّا اليهودُ تحكّموا بمصيرنا = والقدسُ تبكي, سادها الظُلاّمُ
والمسجدُ الأقصى يئنُّ ويشتكي = ظلمَ اليهود وزُوّد الإقْحام
أمّا الذين يُطبّعونَ فقد نسوا = ما يجري في الأقصى وذا إجرام
عُذراً صلاح الدين إنّا نُوّمُ = ماتتْ رجولتُنا كما الإقدام
رمضانُ فيك تكشّفت سوءاتنا = والناسُ حيرى, ماتتْ الأحلام
ما عاد يُشغِلنا وِفاقٌ أو هُدىً = والحال ساءَ وقُطّعتْ أرحام
يا ربّ فرّجْ كربَنا ومصابَنا = إنّا مطايا ,عيشُنا آلام
********
رمضان / 23
أكْلُ المطاعم شهرُ الصوم مرغوبُ
بعد الفِطار يغنّي فيه موهوبُ
أكلٌ على نَغمٍ يرتاح آكلُه
عند الشراب فإنّ الرقصَ مطلوبُ
ذا ملتقى الصحب والخلاّن في سَمّرٍ
هذا متاعٌ وترفيهٌ، به ذوبوا
هذا مقرّ وجود البعض في ليلٍ
زاد الحِساء به والشرْبُ محسوب
شهر الصيام طوال الليل نحييه
البدءُ رقصٌ وبعد الرقص مشروب
زاد الفساد وذا قد زاد محنتَنا
للدين عودوا كفى يا أهلنا أوبوا
شهرُ الصيام به الأيام في عَجَلٍ
شدّوا الحزام عن الأرجاس ها توبوا
هذي الليالي بها العُبّادُ تعْتكِفُ
والاعتكاف سنام الشهر مكتوبُ
والمسجد الأقصى يُقاسي ظُلم شرذمةٍ
والشعب يزأرُ رغم القهر مهيوبُ
والمقدسيُّ يُرى في القدسِ مُنزرِعٌ
في كلّ ساحٍ طوال الوقت مصلوب
يا ربّ أنت نصيرُ الحقّ مقتدرٌ
ارحم عبادك فالمردودُ منهوبُ
*********
رمضان / 24
إنّ الفسادَ مُسيّدٌ محمودُ = فوق الجميع وسيفهُ معهودُ
هو قوّةٌ ومهابةٌ ملموسةٌ = بحصانةٍ, ومضى عليه عقُودُ
يعلو ويعلو لا يُطال مقامهُ = يبدو استبدّ, وفعله مشهود
هذا يعيّنُ ابنَه بوظيفةٍ = متفرّدٌ, ما مثله موجود
ابن الذوات مُرفّهٌ ومُبجّلٌ = هو في العُلا, والدعمُ لا محدود
زادَ الفساد بعالمٍ متذبذبٍ = رمضانُ فيك تطاولَ النمرود
لم نعهدْ الإصلاح في أيامنا = كلّ الردود تعنّتٌ وصدودُ
كيف السبيل إلى حياة حرّة = الظلمُ خيّم ,حبْلُه ممدود
رمضانُ عُذراً ماتت الآمال = الخيرُ ولّى, بابه موصود
يا ربّ إنّا نرتجيك لنصرةٍ = إنّا بحقٍ للصلاحِ جنودُ
_ _ _
رمضان / 25
فلنقرأ القرآن في رمضان = بتدبّر بلْ نُكثر الإمعان
ولنقرأ التاريخَ عن نصرٍ ببدرٍ = النصرُ فيه ,وعظّمو الإيمان
رمضانُ شهرٌ للتعبّد والتقى = خيرُ الشهور نعيمُه وافانا
النصرُ في رمضان كان مؤزّرا = والناسُ أمسوا بالتقى إخوانا
ولتهجروا شرّاً يراوح بينكم = فالسوء يبدو زادنا شنئآنا
وتراحموا في الشهر ثم تآزروا = رصّوا الصفوف وأكثروا الإحسان
رمضان شهر العزّ والأمجاد = فالله فيه يُصفّد الشيطان
شهرٌ به تزكو النفوس وتزدهي = وبه الصحابة فتّحوا البلدان
شهر الفتوح ونصرة الإسلام = فالهند جازوا أنظروا ما كانا
واليوم نحن مع المذلّة صحبةٌ = قد قطّعوا الأرحام والأوطان
ما يجري في السودان أمرٌ مُخجِلٌ = حربٌ ضروسٌ أدمتْ الصفوانَ
بالأمس كانوا أخوةً لكنّهم = غدروا ببعضٍ ما نرى عدوانا
هذا حميدتي قد بدا مستنفرا = وبسرعةٍ قد هاجم البرهانَ
وبدا القتالُ مُدمّراً أو مُرعِباً = ذاق الجميعُ من القتال هوانا
جيشٌ حسبناهم جميعاً أخوةً = واليومَ أصبح جيشُهم جيشانا
وتقاتل الجيشان دون هوادةٍ = وعلى اليهود سينفثون حنانا
يا ربّ أنتَ بحالنا علاّم = هيءْ لنا من يُسعِدُ الإنسانَ
وأزل مشاكلَ بين أمّة يعرُبٍ = قيّض لنا من يُصلِحون الشانا
_ _ _
رمضان / 26
أهل الفساد تألّقوا, قد حقّقوا = أعلى المراتب, في المقاس أسُودُ
الفقر في رمضان يمثل للملا = والشعبُ خاوٍ, ما له مردودُ
أكَلَ الفسادُ حقوقهم بشراهةٍ = وتسيّدَ الفُسّادُ منذُ جدودُ
الأبن وابن الإبن سيّد قومه = كالجدّ مسؤولٌ, ما لقاه صدودُ
الناس في بعض البلاد تحرّكوا = لاقوا العذاب, وبؤسُهم مرصود
رمضان لا تبكي على ويلاتنا = فالله يُمهلُ, إنّه المعبود
_ _ _
رمضان لا ترحلْ سريعاً أنّنا = بك نحتفي بصلاتِنا وصيامِنا
الكثر منّا للمساجد سارعوا = وزيارةُ الأرحام زادت بيننا
ونفوسُنا طابتْ, قدومُكَ خيّرٌ =السعدُ فيك, وإن تمادى بعضُنا
البعض ضلّوا للحرام تناولوا = وقلوبُهم غُلُفٌ, وزادوا همّنا
للبار والحفلات سارعَ نخبةٌٌ = لم يأبهوا بصيامِنا أو شرعِنا
مشروعُ ليلى جاءنا متسلّلا = ولعامه السابع أراهُ يزورنا
البعض أيّده, به قد هلّلوا = سُرّوا به ,بل هيأوا أجيالَنا
أهلُ التقى هاجوا ونادوا قد كفى = أين الوزير, فذي الوزيرة ضدّنا
جاء القرار من الوزير بمنعهِ = والشرُّ أحبِطَ لم, يدمْ بديارنا
رمضان مهلاً لا تغادرْ كونه = العتق فيك ونرتجي غفراننا
**********
رمضان / 27
يا ربّ بلّغنا برحمتك التي
وَسِعت عموم الكون والبلدان
خيرا بليل القدر يا الله
وادفع قوى الإسلام للإيمان
وفّق إلهي المسلمين فإنّهم
ذاقوا وعانوا زمرة الطغيان
واقبلْ صيام المسلمين وفعلهم
بالخير والصلوات والإحسان
يا ليلة القدر العظيمة سجّلي
من قام يرجو رحمة الرحمان
وتشفّعي للقائمين فجمعهم
متعطّشون لساعة الغفران
_ _ _
رمضان / 28
دور القرآن تناديكم = يا جيل الفطبول القاني
كم قارئ فيها مُنْخرطٌ = كي يحفظَ آيات القرآن
بميادين الركض مئاتٌ = بل آلافٌ في الميدان
ومئات الألف تشجّعهم = وبدور القرآن ثماني
لمباراةٍ يُجمعُ حشدٌ = يأتي من كلّ البلدان
هيَجانٌ يتبعُ أحياناً = معَ اتلافٍ للبنيان
دورُ القرآن بكَتْ ألَماً = قد قلّ دُعاةُ الإيمان
فتدّبرْ آيات كتابٍ = كي تسمو روح الإنسان
فكتابُ الله مُوجّهنا = ويمدّ بهديٍ نوراني
فاهجرْ ميدانَ فطابيلٍ = والزمْ دور القرآن
رمضان /
هذه محاولة خُطّط لها
مشروع ليلى الرمضاني
آخر ليلٍ في رمضان
فيها حفل المثليين
وبدعمٍ إعلاميٍ
وسياحة بعض الخنّوصين
بنت تتزوّج بنتا
وذكورة شبّ لبنين
هل تدري عنهم يا رمضان
وشذوذٌ يُنذر بالبين
بنتٌ بسحاقٍ تستمري
بنتا أخرى ذاك مُشين
يا ليلى هذا مشروعٌ
مُخزٍ لشذوذٍ بيقين
عجبا حتى في رمضان
ينشط فعل المثليين
ولهم نادٍ مُعتَبَرٌ
يحوي جمعاً لوطيين
حدّث عنا يا رمضان
ما فينا يُندي كلّ جبين
إنّي خَجلٌ يا رمضان
هذا يجري وأمام العين
_ _ _
رمضان / 29
رمضان لا ترحلْ فقد نتَيُتّمُ = الخيرُ فيك مؤكّدٌ ومعمّمُ
فيك التراحم والتزاور والتقى = ذو رحمة, فيك الوداد يُزاحمُ
لم يكترثْ بمجيئكم أشرارنا = زادوا القتال ودمّروا ما رمّموا
القتل في كلّ البقاع مُشَاهدٌ = والقصفُ هزّ ربوعَنا ,لم يرحموا
قد شرّدوا الأجيال في كلّ الدنا = والبؤس رافقَهم, وبعضٌ أعدموا
أمّا السجون مليئة وتزايدوا = الويلَ ذاقوا, حالهم تتفاقمُ
والظلم في رمضان أمسى بارزاً = وكما نرى, إنّ الحصارَ مُعمّمُ
أنظر قوى العدوان جاءت أرضنا = دُولٌ بأرض العرب أمستْ تحكُمُ
شرْقٌ وغربٌ أقبلوا وتآمروا = ملكوا الزمام وجُوهُهم تتجهّمُ
رمضان ناجي ربّنا, ويلاتنا = في كلّ صوبٍ إنّنا نتلاحمُ
نحيا بذلٍّ والهوانُ يُظلّنا = رمضانُ أنت لما بنا تتفهّمُ
مستعمِرون تقاسموا بلداننا = ما بيننا قد أفسدوا, أنظر هموا
لهم القيادة والوصاية ,ويحهم = فسيوفهم فوق الرقاب تُهمْهمُ
طالَ الرقادُ, وحالنا ميؤوسة = وسراتنا ببلائنا قد أسهموا
زاد البلاء وقد عَلَتْ أنّاتنا = إنّا الحيارى, بؤسنا يتفاقمُ
فمتى نعود لوحدةٍ وصلابةٍ = يا ربّنا ذا ضعفنا يتعاظم
القتلُ في السودانِ ظلمٌ واضحٌ = وكذا الجراحُ تفاقمت وتُعمّمُ
رمضان راقِبْ ما بنا, وادعو لنا = ربّ العباد ,فإنّنا نتألّم
_ _ _
30 رمضان
رمضان لا ترحل فأنت أنيسُنا = أحلى الشهور, ومنك كلّ نفيسنا
أنت المرّشحُ كي تزينَ دياري = بوظيفةٍ موفورةِ الإدرار
لابن الوزير ومَن أتى مِن صُلْبه = وابن الرئيس ومن يُحبّ وصحبه
ولنطفة الأعيان والنواب = لابن الذوات وليس للأطياب
تعيينهم يجري على المهتاف = ولمركزٍ هوَ بالمنافع وافي
أو في الضمان إذا تعذّر بالرئاسة = في موقعٍ متميّزٍ وعلى مقاسه
هذا بن عينٍ وابن ابنة أخته = مستوزرون ومستشارٌ بختُه
يا مرحباً برئاسة الوزراء = فالعدل بالتعيين صار ورائي
كم مستشارٍ فيكِ للإرضاءِ = وبلا دوامٍٍ دون أيّ عطاء
عجَباً رأينا فيك يا رمضانا = فرسائل الأعيان قد هزّت حمانا
الواسطات مع الرشاوي تُخبِلُ = وبكثرةٍ يا ليتنا نتأمّل
قالوا لنا إنّ الفساد بأرضنا = مستوطنٌ, ولذا تردّت حالنا
عرّج على السجناء يا رمضانا = وانظرْ بما هو كائنٌ أو كانا
وتفقّد الأحوال مع أخبارهم = ما ذا جنوا, وانظرْ مليّا ما بهم
وانظرْ إلى حال الرعيّة كي ترى = آلامَنا, معْ أيّ ظلمٍ قد سرى
رمضانُ سجّل ما ترى بقصيدي = وغداً سيبكي بعضُنا بالعيد
طفَح الفساد وقد تأذّى جُلّنا = قاد المسيرةَ ,إنّه قد شلّنا
لا ترتحل, فشقاؤنا بفراقكم = كنتَ الأنيس, وسعْدُنا ببقائكم
رمضان لا ترحلْ رحيلُك مُفجِعُ = وإلى لقاك فإنّني أتطلّعُ
رمضان لا ترحل كفانا ما بنا = فخطوبُنا زادتْ وذاك مُصابُنا
يا أيها الشهر الفضيل ادعو لنا = ربّ العباد لكي يدبّر أمرنا
بوركت يا رمضان حبّك واجبُ = وبقاءُ فضلك بيننا هو مطلبُ
*******
يوم العيد
اليوم عيدٌ بعد شهرِ صيام = بعد الخشوعِ وفرحتي وقيامي
غادرتنا رمضان, قلْ هلْ من لقا = من بعد عامٍ, هلْ يكون صيامي؟
يا ربّ ذا رمضانُ غادر أمّتي = والكلُّ حنّ تسابقوا لقِيام
فَرَحٌ قدومُكَ, بالمسرّة جئتنا = والمؤمنون رأوك خيرَ مرامِ
العيدُ باسمك قد تخلّد بيننا = والذِكْرُ باقٍ طيلةَ الأيام
العيد بعدك جاء يا رمضان = وتركت خلفك ألفَ ألف حرامي
يا ربّ أنت بما بنا علاّم = والفاسدون بعالمٍ مترامي
المفسدون تغوّلوا وبقوّةٍ = ورأوا غيابَك فُرصةَ الإجرام
مصّوا الدماءَ وجرّدونا ثوبَنا = وغدا الفقيهُ يعيش بالأوهام
والظالمون بما جنوهُ تنعّموا = وتلذّذوا في عيشهم بتنامي
حرموا الجموع من السعادة والهنا = واستمتعوا من أكلهم لحرام
رمضان قد أفجعتنا برحيلكم = وتركتنا في حالة الأقزام
ودّعتنا رمضان دونَ تشاورٍ = وتلاك شوّالٌ وبعضُ سَقام
شمسُ الصَباح تكسّفت من بعدكم = والليلُ طالَ, نهارنا بظلام
والفجر آلى أنْ يطلّ على الحمى = طال انتظاري, حِرتُ بالآلام
وتعقّدت كلّ الأمور بعالمٍ = كُثْر الجراح أتتْ على أحلامي
الحالُ في السودان أدمتْ قلبَنا = والقتلُ زاد لحالةِ الإجرام
والقدسُ تبكي من مُصابِ عروبةٍ = فمتى نعودُ لعِزّة المِقدام
يا عُرْبُ يكفي ما بنا من ذلّةٍ = وتناحُرٍ وتفرّقٍ وصِدامِ
القدس وُجْهتنا ويافا بَعْدها = أين الفِدا يا أمّة الإسلام
********