شاهدته يبكي ويندب حظه = رثّ الثياب وحاله كخيال
والجوف خالٍ والحياة بدت له = سجنا بغيضا غصّ بالأغلال
يبكي الحياة لضيقها بمرارة = من بؤسه, أو فاقة بتوالي
وكأنه هو والتعاسة توأمٌ = عاش الهوان بحالة الإذلال
ما مرّ عيد في الحياة بعرْفه = أو ذاق حلوى أو درى بنوال
يبكي لفقر, والفساد كما يرى = فسح المجال لطُغْمةٍ أنذال
فتحكموا برقاب قوم عُزّلٍ = بات التقيّ بأسوأ الأحوال
زاد الفساد غِنىً لبعض جماعة = خنقوا التقاة بخسّةٍ وضلال
فبدا الفقير يئن في طرقاته = من جوعه,فيلوذ بالتجوال
والفاسدون غَدَوا أهلّة أمّةٍ = بل كالبدور وهمّهم إذلالي
ملأوا البنوك وهرّبوا أموالهم = بالغرب أمست كثرة الأموال
وأنا أعيش هنا بكلّ مذلّة = يا ويحهم قد يقصدون زوالي
أو أن أعيش كما العبيد بحيّهم = أو أن أقبّل ما بهم كنعال
تركوا الشعوب بفقرها وبجوعها = تأتي القمامة خوف بعض سؤال
والفاسدون منعّمون بعيشهم = والمفسدون تجبّروا بتعالِ
يا أيها المحروم تلك مذّلةٌ = عيش يُرى في أسوأ الأحوال
إزأرْ بصوتك عاليا متحدّيا = واهدر بعزم خِلْتُ كالزلزال
واحمل عصاك بقوّةٍ وعزيمةٍ = وانهض على رجليك كالصوّال
من يرتضي ذلا بعيش خانع = إنّ الحفاة بدوا مسير نضال
يا رمز فقر هل بذلٍّ ترتضي = أم عيش عزّ رائق ودلال
انفض غبار الذل شهما يا أخي = لا ذلّ بعد اليوم من أغلال
لولا الخنوع شعوبنا بمعزة = أو لا أسىً يا خيرة الأبطال
ولنستعن بالله ثم بنخوة = إنّ الفساد مصيره لزوال
لا تبك وانهض إنّ دينك عزّة = واحمل عصاك وكن كخير مثال
ما عاد ذكر للمذلة بيننا = رصّوا الصفوف بوقفة استبسال
فالعمر من رب العباد مقدّرٌ = فانعم بعزٍّ أو بموت رجال
*************
20/8/2012
خلال حديث عبر الفيس بوك مع الصديق سلمان زيادنه عن ارتفاع الاسعار وحالة الفقر والبؤس ومعاناة المحرومين , تولدت لدي فكرة هذه القصيدة .