جفّتْ مآقينا
لم يبقَ دمْعٌ في المآقي يُذْرَفُ // كونُ الفسادِ طغى وذلك مؤسفُ
ثمّ الشذوذُ مع المجون تَهَلْهلا // راياتُهم فوقَ البطاحِ تُرفْرِفُ
أعتى قُوىً في الأرض تدعم سَيْرهُم // يتمايلون وفِعْلُهُمْ لَمُقرّفُ
مُتحوّلٌ مِثْليُّ صار شِعارَهُمْ = بعواصمِ الدنيا بِلَمْحٍ يُعرَفوا
والحالُ ساءَ لِما تفشّى بيننا // والدِينُ في بعضِ الأمورِ يُحرّفُ
النصحُ والإرشادُ ضاعا في الدُنا // وبدا المنافقُ للبذيءِ يُلاطفُ
المُفسِدونَ همُ البلاءُ وصحبُهُمْ // تاهوا وضلوا، سوؤهم يتَكَشّف
دربُ التسلّطِ والغلوّ مسارُهم // لكنّ عيشَ الصالحينَ مُشرِّفُ
والناسُ باتوا في ضَياعٍ كاملٍ // وبَقى الحليمُ بعيشِهِ يتأفّفُ
فُحشٌ وفِسقٌ ثمّ لَهْوٌ زائدٌ // ومعَ الرذائلِ بعضنا يتعاطَفُ
الناسُ حَيْرى بائسونَ لما بهم // والظلمُ زادَ، لذا التظلُّمُ يؤلَفُ
المسلمونَ بكلّ صوبٍ قُتّلوا // مُسْتضعفونَ وحالُهم لا تُوصَفُ
في مَيْنمارا حُرّقوا وتشرّدوا // في الصينِ ذاقوا الويلَ ثمّ تَعَنّفوا
والهند زادتْ في العذاب كما نرى = قتلٌ وتعذيبٌ, بنارٍ يُقذَفوا
بعواصم الغرب المقيتِ يُعذّبوا = ويحارِبوا, وتُرى فرنسا الأعنف
مكرون جاهر بالعداء لديننا = لنبيّنا كم من رسومٍ ألّفوا
هذا مُصابٌ مؤلمٌ ومُقرّحٌ = واللهَ أسألُ للعذابِ يُخفّفُ
الشرْعُ عُطّلَ والمصائبُ جمّةٌ // والانحلالُ نما وبَيْنا يُعرّفُ
لَعِبُ الكُرات مُقدّسٌ ومُحبّبٌ // والناسُ في عُمْقِ الليالي تَعْزِفُ
رمضانُ آتٍ سوف يدري ما بنا // ولِما يرى فبسرعةٍ يتأففُ
القدسُ في أسْرٍ وتلكَ مُصيبةٌ // ومآذنُ الأقصى تئنُّ وتَنزِفُ
أنظرْ بني صهيونَ داسوا أرضَهُ // بَطَشوا بمَنْ في ساحة، لم يكتفوا
هدموا المساكنَ رحّلوا سكانها = وتبجّحوا وفِعالُهم كم تُكلِفُ
والبعض طبّع مع يهودَ جهارةً // فتَحوا الحدودَ، تَعاضدوا وتَكاتَفوا
وتسابقوا نحو اليهود بلهفةٍ = وبخفّةٍ, أرواحُهم تتآلفُ
يا ربّ إنّا نشتكيكَ مُصابَنا // واحسْرتا من بالرعيّةِ يَلْطُفُ
هوّنْ علينا واهدِنا يا ربّنا // ضَنكُ الحياةِ يَهُدُّنا ويُخَوّفُ
ابعثْ بنا نَفَراً يَشُدّوا أزْرنا // واجعلْ طُغاةَ الأرض يوماً تُخْسَفُ
لتُعيدُ أمّةَ أحمدٍ أمجادها // للنصرِ نغدو، عِزّنا يُسْتأنَفُ
**********