عجلون يا فخر المدائن
عجلونُ يا فخرُ المدائن والرُبى = فيكِ النسيمُ مُحبّبٌ لفؤادي
والأهلُ في عجلونَ أرقى معْشرا = بوداعةٍ ومسرّةٍ وودادِ
والرفقُ أروعُ ما لمستُ بجيرتي = والجوّ يُنعش فى ذُرا الأجواد
عجلونُ كنت العشقَ في زمن الصِبا = وبكِ التغزّل بارزٌ بمدادي
العينُ فيكِ هي العطاءُ بأُلفةٍ = ماءُ الحياةِ يمدُّ خيرَ بلادِ
والجيمُ جودٌ دائمٌ ومعمّم = كالجوِّ سرّ جمالكِ المُعتادِ
واللامُ لبُّ الوجد في تحنانه = لالومُ إذ لا عشقُ للأنداد
والواو رمزُ الود في ساحاته = نبعُ الوداد بديرة الآساد
والنون نبلٌ في الحياة لساكن = ولشاعر قد هام فيك يُنادي
عجلونُ لن تكفيكِ أيُّ قصيدة = مهما حوتْ,إنّي بحسنك شادي
ولقد حباك الله حُسْناً مائزاً = فجمالك المُخضّرُ للآباد
عجلونُ منكِ بدأتُ شعري في الصبا = حالَ الجلوس بقلعة الأسياد
المعمداني[1]كان يألفُ جلستي = والقلعةُ[2]الشماءُ نبعُ مدادِ
في كلّ يوم كنت اذهب سائحا = بل دارسا بكتيّبٍ لسَدادِ
وبدأتُ شعري فيك أعشق سُروةً = والسنديانُ رديفُها المُعتاد
عجلونُ كنت مدينةٌ لثقافةٍ[3] = وعراقةٍ, قد فزتِ دون مزادِ
الماء فيك هو الزلال بعينه = كم هِمتُ فيكِ,وفيك أشهى الزاد
عجلون عشقي والودادُ وكنهه = في النفس حلّ, لذا عليكِ أنادي
ما أعذب الألحان إنْ ذُكِرتْ بها = عجلون لحنا,يا لخير مُرادِ
أمّا بكفرنجه أسودٌ للحمى = وبعنجره يا زينة الأحفاد
وبعين جنّا قد خَبُرتُ أحبّةً = للنبل رمزٌ صفوةٌ بعِدادي
خيطُ اللبنْ متراميَاً بحدوده = سكّانُه دوما على استعداد
أمّا جُديتا بلدتي فجوارها = خيطُ اللبنْ وحدودها للوادي
عجلونُ أمست مع قراها مقصِداً = للزائرين وتؤتىَ في الأعياد
هذي محافظةٌ تفوق بحسنها = كلّ المدائن,موئلُ الأجناد
ونسيتُ كُثْرا من قراها كونه = ضاق المجال لكثرة الأعداد
عجلونُ حصنٌ للمروءة دائمٌ = وبها نظمتُ وإنّ حرفيَ بادِ
لمّا قدمتُ لمستُ طيباً ماثلاً = ومودّةً تنهال للوُراّد
وشعرتُ أنّي بين أهلي مُنشداً = وعشيرتي حولي بها إسعادي
أنت الوداعة والجمال كما بدا = والطيبُ أنت ومركزُ الإسنادِ
إنْ مرّ طيفُك في خيالي سرّني = ويثيرُ فيّ شجونَ عشقٍ بادي
يا قطعة من جنّةٍ أنا قادمٌ = أبغي لقاكِ, سئمتُ من إبعادي
أنا عائدٌ للدفء هيّا استقبلي = قد عدتُ صوبك أنتِ خيرُ بلاد
الشِعر لا يكفي وفيكِ خصائلٌ = جُلّى,تفوق بواعث الإنشاد
أبقاكِ ربي روضةً غنّاءةً = في رَحْبِِ عيشٍٍ دونما أوغادِ
*****23/5/2013