الناس حيرى ولا يدرون ماغدهم
هبّ النسيم وناح الطير من ألمي = والحزن خيّم والإفصاح من شيمي
العرْب قد وهنوا في عيشة ضنكٍ = أمسوا حيارى, ودبّ الظلم في القِيم
صاروا فراعنة والظلم ديدنهم = والشعب هان , ودبّ الضعف في العِظَم
صار التفرّق فيما بيننا سَمةً = وبدا الفساد يُرى في قمّة القمم
صاروا ملوكا وأرض العُرْب واسعة = أو شيخَ قوم وسلطانا بلا حلم
منهم رئيس وبعضٌ صار طاغية = عادوا الإله ودين الله في سقم
ظلموا الشعوب وتاهوا في حياتهم = وغدا الفساد شعارا دبّ في القِيَم
ملأوا السجون لظلم قد بدا علنا = هَرَعت جيوش لقصف جاء بالردم
الناس عانوا ومن يدري بحالتهم=والأرض ضاقت وكم في العيش من ظلم
دول الجوار بدت في حالة مَسِخٍ = قتْل الشعوب بها أمسى من الهمم
هذا قتيلٌ وذا في السجن مُعْتقل = هذا جريح وما للظلم من ندم
أمّا اليهود فهم في عيشة رَغد = فرحوا المصاب بنا يحيون في النعم
أمسى اليهود أسودا في مرابعنا = بالأمس قد قدموا, جاءوا من العدم
في الشام قتلٌ وفي بغداد تفجيرٌ = والظلم في مصر قد أمسى كما الهَرَم
الجيش نكّل في شعب بلا ذنب = والسوس ينخر في الإعلام كالجُرُم
أهل العمائم قد أفتوا برابعة = في الشام أيضا فتاوى الزور بالقلم
يا ويح من أفتى بقتل في ذرى وطني = فالقتل أمسى حريقا شب في الأجم
هذي مرابعنا للقتل قد أمستْ = ميدانَ رميٍ على الأطفال والهُرُمِ
الناس حيرى ولا يدرون ما غدهم = ماذا اصاب بلاد العُرْب والكرم
والناس جرحى وهاهم ينزفون دماً = كُثْر الجراح لرمي الشعب بالحِمم
هلاّ عرفت صلاح الدين حالتنا = أو ما أصاب ديار العرْب والشمم
أقبلْ علينا لكي تُمحى زبانيةٌ = ظلموا كثيرا, وهم كالصمّ والبُكم
جعلواالفساد شعارا في تعاملهم = والعدل جافى قرار النطق بالحُكُمِ
يا ربّ نشكو اليك الحال في زمن = روح الفساد غدت تسطو على الأمم
******
15/9/2013