وا معتصماه
حلب الجريحة تُبتلى = وأتى من الروس البلاء
ومن المجوس عداوةٌ = ولجرمهم , زادوا العناء
في كلّ أرضٍ هُجّروا = رحلوا وكانوا الأنقياء
فهل التشرّد حالة = مقبولة أم ذا قضاء؟
أهل البلاد تشرّدوا = ليحلّ قوم دُخلاء
والعُرْب في حال الردى = لم يعْنهم سفك الدماء
أو من تهجّر عنوةً = كلٌّ على حدٍ سِواء
حلب الجريحة فاخري = مازلتِ رمزاً للفداء
واجهتِ أعتى قوّة = أو من تآمر في دهاء
كيري رماك بسهمه = وخداعِه رغم الغُواء
خدع العروبة كلّها = ورئيسه لزم الخواء
لم يوف وعدا صاغه = متراجعا نحو الوراء
والغرب أظهر عجزه = وصمدتِ يا حلب الإباء
هم عنك قد حظروا السلاح = لكن لبشّار اكتفاء
أبديتِ كلّ بطولةٍ = فغدوتِ أهلاً للثناء
منعوا السلاح خيانة = وتخلّى عنك الأصدقاء
وبوارج الأعداء مع طيرانهم ملأ السماء
وعديدُهم وعتادُهم = ولكَُثره عجّ الفضاء
وحشودهم زحفاً أتتْ = والبعض جاءوا في الخفاء
قست الظروف على حلب = وحصارها أعتى بلاء
ثوارها رمز البطولة والرجولة والفداء
القصف زاد مصابَهم = من دون ماء أو غذاء
صمدوا بكلّ بطولة = هم يستحقون الثناء
روسٌ وفرسٌ ناصروا = بشّار, هم كانوا الغِطاء
والعُرْبُ تُبكي حالهم = من كَثرةٍ هم كالغُثاء
صمتوا ولم يتحرّكوا = ولذا كتبت بهم رثاء
لا معتصم في قومنا = لا خالدٌ بل لا رجاء
قلبي تقطّع واشتكى = يا قوم ما نفع البكاء
العرْب قومٌ نائمون = والذل قد أمسى الرداء
إيران سرّ شقائنا = وحشودها سبب البلاء
فترقّبوا أرتالهم = هم يضمرون لنا العَداء
وصلوا لصنعا باكراً = فالنوم ضرب من غباء
افِقوا كفانا ما بنا = وغداً نُدثّر بالدماء
بالقدس كانت نكبةً = واليوم في الشام ابتلاء
حلب الجريحة أعذري = ضعفي ,فحالي في شقاء
رُغم الحصار وما جرى = حلبٌ ستبقى كالضياء
سيعود أهلُك ذات يوم يطردون الغرباء
ويعودُ مجدُك من جديد بالرجال الأوفياء
وغدا سياتي خالدٌ = والحضرميّ أبو العلاء
لنعود أقوى امّةٍ = ونعيدُ قدسَ الأنبياء
فالله ينصر جُنْده = ثم الرجال الأتقياء
*******
17/12/2016