عُدْ يا صلاح الدين
ماذا أصابَ العُرْب إنْ تتكرّموا = قتْلٌ وتشريدٌ, وكُثْرٌ أُعدموا
وتشتّتٌ وتمزّقٌ ومصائبٌ = ثم القرارَ لغيرهم قد سلّموا
ضَعُفوا وهانوا واستباحَ عدوّهم = كلَّ الديار,وللعدوّ استسلموا
أنظر لهم يتبجّحون كأنّهم = سادوا على الدنيا, وذاك توهُّم
ظلمٌ وإفسادٌ وفقرٌ حالهم = وكذا الغلاءُ على الديار يخيّم
لا فكرُ,لا تفكيرُ لا أملٌ يُرى = حالَ الضياع كما نرى لا تُكتمُ
والسوسُ ينخر هامَنا وكياننا = والسوء داهَمنا وهذا يكْلمُ
آذوا الطفولة والبراءة إنّهم = يتعرضّون لهجمةٍ لا تَرحَمُ
كَمَدٌ وحزنٌ والدموع نوازفٌ = كم في السجون مقاصلٌ لا تُعلمُ
وطرائقُ التعذيب شتّى بينها = جَلْدٌ وحرقٌ ثم سلخٌ يصدمُ
فتشرّدَ السكان في كلّ الدنا = ظلماً وقهرا,جُرْحُهم يتعاظمُ
واستبعدوا القرآن من أحكامنا = وتَعلْمن السكانُ ثم استعجموا
وغدا الضَلالُ ملازماً لمَسيرنا = والفُحشُ زاد,على التقى نترحّم
يا ويح قومي خالفوا قرآنهم = والشرعَ قد هجروا,وهذا يؤلمُ
فهل الضَياعُ بذي الحياة مآلنا؟ = أم أنّنا سَنَعي,ويوما نفهمَم
الشرق بعد الغرب حلّ بأرضنا = وتقاسموا خيراتنا وتفاهموا
وغَزتْ بلاد العُرْب ألف دويلة = ولذا غَدَونا في الدُنا نتألم
ضحكوا علينا, دمّروا قدراتنا = واستعمرونا, والمُعارِضُ مجرمُ
لقد ابتلينا والحشودُ تواردت = من كلّ صوب, أقبلوا وتزاحموا
يا رب وحّد أمتي وارفق بها = أنت الرجاءُ وبالرضى نتوسّم
هيّء لنا في ذي الحياة هدايةً = وتعقّلاً وقيادةً تَسْتلهم
سُبُلاً لتنهي ضَعفنا وضياعَنا = إنّ البلايا بيننا تتفاقم
عدْ يا صلاح الدين طال سباتُنا = رُغم الأذى, فجموعنا تتلاحم
والقدسُ تبكي يا صلاح وتشتكي = نسيانَها ,وبها اليهود تحكّموا
البعضُ طبّعَ مع يهودَ وقد نسَوا = منْ قُتّلوا,من عُذّبوا أو يُتّموا
ونَسوا المجازرَ مع ثَكالى غزّةٍ = إنّ المساكنَ فوقَهم تتردّمُ
أهل المخيّمِ في جنينَ وغيرها = الظلمَ عانوا,في الزنازن يُرٍتَموا
عدْ يا صلاح الدين حرّرْ قدسنا = واتبع بيافا بعد أنْ تستعلم
مليارُ مسلمُ لم يحرّكْ ساكناً = وكأنّهم في ذا الزمانِ النُوّمُ
ماتوا وهم أحياءُ في تَعدادهم = وانظرْ لقبركَ إنّه لا يَسلم
لا تُعلِم الفاروقَ عن خذلانِنا = وفسادِنا,بالله لا تتكلّم
احضُرْ مع القعقاع واعلِمْ خالداً = أنّا نئنُّ ,وحالُنا تتقزّم
وابرِقْ لطارقَ مُخبرا عن جيلِنا = المجدُ ضاع ,عليه كم نترحّم
والأندلُسُّ تنَصْرت من بعده = والمسلمون تراجعوا ,بل أُهْزموا
أدعُ الإله لنصرةٍ بزماننا = وقُدْ المسيرةَ ,إنّ سيفك حاسِمُ
_ _ _
25/8/2017