-
التفاصيل
-
كتب بواسطة: الدكتور شفيق ربابعة
-
المجموعة: رثاء
-
-
الزيارات: 1376
رِثاءٌ ووَفاء (1)
يا شاعرَ اليرموكِ هذا كوكبٌ = في اللّحدِ أمسى عَنْ ذُرانا رَاحِل
قَدْ كانَ فينا بَسمَةً وضّاءَةً = واليوم غابَ وما لِقاءً حَاصِلُ
كم عزّ فينا كلّ فقدٍ مثله = لكنَّها الأقْدارُ تُنْهي, تَقْتُلُ
عُذْراً أخي ما في المراثيَ وصْفه = تقْواهُ قد برزت وإني قَائِلُ
*********************
حُلْوُ الشمائِلِ هَلْ غِيابُكَ طائِلُ = أم أنَّ كُلَّ الكَونِ مِثْلُكَ زَائِلُ
يا ذا الودَاعَةِ والمُروءَةِ والتُّقى = يَبْدو غَدوْتَ ,وحالَ دونَكَ حَائِلُ
بربيعِكمُ جَاءَ الخريّفُ مُسارِعاً = فالحُزْنُ خَيّمَ والفَجِيعةُ تُذْهِلُ
لا لاعْتِراض على المُقدَّرِ فالذي = يُعْطي العَطاءَ مَتى أرادَ يُبَدِّلُ
أمْضَيتَ فَصْلَ الصيفِ في يَرْمُوكِنا = أمّا الشِّتاءُ نَرَاهُ عَنكَ يُسائِلُ
وَكَذا المَشافي كَمْ تَئِّن رَحِيلُكُم = والعَامِلونَ وَكُلُّ شَخْصٍ نَازِلُ
ثُمَّ الأَسِرَّةُ قَدْ بَكَتْ لِغِيابِكُمْ = وَتَضوَّرَتْ ألمَاً لِأنَّكَ آفِلُ
ماتَ الكَلامُ وَغَرْغَرْتْ أنْفاسُهُ = عَفْواً إلهي أَنْتَ أَنْتَ العَادِلُ
يا أَهْلَ جُمْحا ما المُصابُ بِهيّنٍ = فَحُسيّنُ بانَ وأنَّهُ لمَفُضَّلُ
إنْ كانَتْ اليَرْمُوكُ ناحَتْ فَقْدَهُ = فالصحْبُ كَمْ نَحَبُوا وَلمْ يَتَحمَّلوا
هَذي عُمَيمَتُكَ التي بِكَ رُوِّعَتْ = قَدْ نابَها فَزْعٌ ,أتتكَ تُولوِلُ
قَدْ لفَّها الحُزْنُ الكَبيرُ بِحُرْقَةٍ = وأنْتَ لِدارِكَ والدمُوعُ هَواطل
**************************
يا ابنَ النَسيبِ أَهَلْ صَحيْحٌ لَمْ تَعُدْ؟ = هَلْ يُرْتَضى للوَرْدِ بَعْدَكَ يَذْبُلُ؟
أمْ لِلْجِنانِ طَفِقْتَ تَسْعى مُسْرِعاً؟ = وَلِرحْمَةِ الباري تَسيرُ وَتأمَلُ
خَلّفْتَ بَعْدَكَ كُلَّ ذِكْرٍ طَيبٍ = رُغْمَ البيانِ فما صِفاتُكَ تَكْمَلُ
ماذا أقُولُ لكي أُوفّي ما بِكُمْ = حَسَنُ الصَفاتِ , ونُبْلكم مُتَأصِّلُ
كَمْ في حَياتِكَ مِنْ مَأَثِرَ حُلْوَةٍ = إنَّ العزاء بِأنَّ ذِكْرَكَ مَاثِلُ
لَوْ أنَّ عُمْرَكَ يُشْتَرى لَرأيْتَنا = نَشْريهِ بِالأمْوالِ, غيرك يرحل
أوْ تُفْتَدى لَرأيْتَ مِنَّا ثُلَّةٌ = رَدّوا المَنُون وما بِلحْدِكَ تَنْزِلُ
لَكِنَّها الآجَالُ إنْ حَانتْ فَلا = رَدٌّ لها , من في الحياة يُعدّل ؟
*****************
يا لِلحَوادِثَ كَمْ أُلوفٍ يَتّمَتْ == زَادتْ حَوادِثُ سَيْرِنا فَتَعقَّلوا
قَدْ كَانَ في العشْرين أعْزَبَ طَالِباً == سَمْحِ المُحَيّاَ ,بالتُّقَى يَتَسرْبَلُ
إنَّ النُفُوسَ لِفقْدِهِ مُلْتَاعَةٌ == وَقُلوبَنا عَن ذِكْرِه لا تُشْغَلُ
يا خَالِقِ الأكْوانِ إلهِمْ صَحْبَهُ == وَذَويْهِ صَبْراً إنْنَا نَتَوسَلُ
وارحم إلهي مِنْ عِبَادِكَ مُؤْمِناً == قد جاء مسرورا , بعطفك يأمل
(1) . نظم الشاعر القصيدة يرثي فيها الطالب حسين حافظ طاهات
, الذي صدمنه سيارة اثناء قيادته لدراجته في جمحا عام 1981 , وكان
حينها طلبا في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة اليرموك , من الأنسباء.