عبلتي بين الكويت والبحرين *

ولقيت عبلة في الكويت برقّةٍ = وبشاشة في حالة زهواء

فتبسمّتْ بوداعة ومسرّة = وأتت إليّ بمِشيةٍ خُيَلاء

سَبَتْ الفؤاد وقد شعرت بنشوة  = يا للجمال وقمة الأغراء

قد هام قلبي وانتشى بلقائها = وسعدتُ جداً, مابها إغواء

وسألتُ ربي أن يديم بهاءها = لتكون طول العمر في العلياء

وقطعتُ عهداً أن أذود بقوّة = عنها بعيش حالم كفدائي

انّ الكويت مدينتي  معشوقتي = لجمالها ولحسنها الإيحاء

هي دولة فيها العراقة معلمٌ = ذي عبلتي أبهى من الحسناء

آل الصباح استوطنوا في أرضها = عبر السنين بحكمة ودهاء

قد طفت فيها هائما بمودة = وتشوّقٍ والشعبُ ذو إصغاء

ألْبسْت عبلة لؤلؤا من بحرها = وبه تمايز شعبها المعطاء

والنفط في ارض الكويت معمّر = متدفّقٌ لنعيش في نعماء

أبراجها تروي لنا عن حالها = وحضارة بشهادة الأعداء

والشعبُ فيها طيّبٌ ذو معشر = فيه التآخي حالة استرضاء

بلد التسامح أنظروا سكانه = عَرَبٌ وأجناسٌ بعيش صفاء

في (الأحمدي) ثمّ (المقوع) منافذ = (والجابريّة) زُيّنتْ ببناء

(حولي) وثم (شُويخها) و(الرقّّّعي) = تمتد فوق بطاحها الرحباء

ودّعت عبلة باشتياق للربى = ورحلت للبحرين من نجواء

وطفقت أسعى هائما متشوّقاً = لديار عربٍ تحت كلّ سماء

وغدوت مهووسا لعشقٍ نابني = ومسرّةٍ فيها أبنْت ُ وفائي

في رحلةٍ من بعد بحثٍ شدّني = لديار عبلة في ذرى الكرماء

جئت (المنامة) كي أنام براحة = فجزيرة الأحلام للسراء

فيها ارتياحٌ ثم ترحيبٌ بمن = يأوي إليها سورها من ماء

متّعت فيها ناظري وكأنّني = في جنّة الفردس طاب بقائي

يا غبطة ومسرّة عايشتها = يا عبلة البحرين نلتِ ثنائي

قد لذّ عيشي ثم زدتُ محبّة = لأعيش فيك بدون أيّ عناء

الصيد فيها لللآلي فرحة = واللؤلؤ المكنون زاد هنائي

يا قاصد البحرين أهلا إننا = بك نزدهي في حالة السُعداء

تُيّمت فيها , زاد عشقي للذرا = وانْعم بذي البحرين للعلياء

من آل ثاني قد أتى حكّامها = جُزر تُرى في سائر الأرجاء

ذي عبلتي فيها استقرّت فانظروا = جُزرا تداعت عزّةً بوفاء

إنّ المنامة للضيافة موطن = والجود فاق ذوي عطا والطائي

كرم أصيل فالعروبة هكذا = ما داسها أيٌّ من البخلاء

أنعم بيعرب جودُهم متجذّر = عبر القرون يقال أهل عطاء

*******

23/3/2013

* . استكمالا لقصيدة ألفية ابن مالك في عشق الوطن  , والتي يعمل على كتابتها وصياغتها عدد من الشعراء العرب , واستكمالا لما كتبته عن الأردن وعدد من الدول العربية , لم يتبقى الا الكتابة عن عبله في الكويت والبحرين وكان ذلك من نصيبي . فجاءت هذه الأبيات لتكتمل بها وبغيرها الالفية  .وبالطبع استوحيت ماكتبت من التاريخ . دون تجربة شخصية أو معايشه .