https://www.shafiqrababah.com/poems/watan/1024-2022-01-22-09-57-50.html
فلسطين لاتجزعي
هذي فلسطينُ السليبةُ يا عَرَبْ // هلْ تذكرونَ حدودَها زمَنَ الهُدى؟
وتمعّنوا أرضَ الجدودِ فإنّه // لا لنْ تعودَ وربّ إلاّ بالفِدا
القدسُ عانتْ ثمّ صاحتْ يَعْرُباً // والرمْلةُ الثكلى تُنادي خالِدا
والمسجدُ الأقصى يُواجِهُ هجْمةًً // كي يُمْسي من سَكَنَ الديارَ مُشرّدا
والشيخُ جرّاحٌٌ يُكابدُ منْ غَزا // هَدَموا البيوتَ ومن بها قدْ أبْعدا
والشعبُ قاسى اضطهاداً ظالماً // مرجُ بن عامر باكتئابٍ قد غدا
حيفا تغيّرَ لونُها وسِماتُها // عكّا تئنُ, تُرى تُناجي أحمدا
والبحرُ صارَ بلا هديرٍ باكِياً // شِبْهَ الذليلِ, وكان قبلُ مُوحِّدا
أرضُ النقبْ حنّتْ إلى مُلاّكها // والعُرْبُ كانوا في الديار أماجِدا
أمّا الخليلُ بها تَواجُدُ عُصْبةٍ // مستوطنونَ وللجريمة أُعْدِدا
بصلاةِ فجرٍ هاجَمُوا إخوانَنا // وسَتُعْلَموا إنْ تسألونَ المسْجِدا
واللّدُُ ماضيها يذكّرُنا بما // فَعلَ الجُدودُ على المدى وتَخَلّدا
كانَ الجدودُ أشاوساً عند اللقا // وحياتُهُمُ كانت لَعمْري أسْعَدا
قد أثْبتوا عند النِزالِ شجاعةً // فَتحوا البلادَ,وما العدوُّ تَمرّدا
_ _ _
لم يرْتضِ الشهداءُ حالةَ أمَّتي // رَغِبَ الشهيدُ بأنْ يعودَ مُجاهِدا
فابو عبيدةُ صاحَ يكفي إنْفِروا // وضِرارُ كان مُجاورا لبّى النِدا
نادى معاذَ وسعدَ ثمّ لخولة // ولشرحبيل, اترتضون من اعتدى
أمْسوا بجانبكمْ وسادوا,فانظروا // مِنْ حولِكم يا سادتي سادَ العِدا
هذي فلسطينُ التي يحتلّها // هَمَجُ اليهودِ,لهمْ شَقيُّ تودّدا
فالبعضُ طبّعَ معْ يهودَ كما تَرَوا // ونسوا المجازرَ ثمّ تقتيلاً بدا
في ديرِ ياسينٍ ألوفاً قَتّلوا // صبرا,شاتيلا ثم قانا أزْيَدا
رُغم العَداءِ من اليهود وجُرْمِهم //عَددُ الذين يُطَبّعونَ تَزايدا
وتصالحوا ونَسوا دياراً أصْلُها // وجذورُها عربيّةٌٌ طول المدى
_ _ _
لا نوم بعد اليوم يكفي ما بِنا // مرّتْ عقودٌ قد اضعْناها سُدى
بذْلُ الدماءِ هو السبيلُ لنَصْرِنا // ولعِزّنا,لا لن نخافَ من الردى
يا ربُّ إنّا بالمذلّةِ نكْتوي // هيّءْ لنا منْ في المروءةِ يُقْتَدى
أرسلْ لنا القعقاعَ قائدَ فِرقةٍ // لأكون مع ذاكَ الفريقِ مُجنّدا
ونزيلُ مُحْتلاّ لأرضي غاصبٌ // ونكونُ في بأٍسٍ شديدٍ سرْمَدا
هذي فلسطينُ العروبةُ دُرّةٌٌ // لاتُنتسى يا أمّتي حانَ الفِدا
فلْتسْتعدّوا للقاءِ, تجهّزوا // سَنزيدُ حتْماً في الحياة تَوقُّدا
درْبُ الجهادِ هي الخلاصُ,ألا ازأوا // وبأرضِ معراجِ الرسولِ المبتدا
ستعودُ قدسُ الأنبياءِ عزيزةً // ونكونُ في ذاكَ الزمانِ أماجدا
ويَذِلّ كلُّ مُطبّعٍٍ ومُهادنٍ // ولِرُشْدِهِ لا بُدّ كانَ الفاقِدا
سيُسجّلُ التاريخُ عن إذلالِهم // والوجْهُ يُمْسى للعمالة أسوّدا
_ _ _ _
22 /1 / 2022